موجة الحر في مكناس.. بين جشع القطاع الخاص وفشل المجلس الجماعي
تشهد العاصمة الإسماعيلية مكناس موجة حر قاسية، جعلت سكان المدينة يواجهون ارتفاع درجات الحرارة بوجوه متعرقة وبصبر وإحباط كبيرين.
لكن ما يزيد من معاناتهم هو ارتفاع أسعار الدخول إلى المسابح الخاصة، التي باتت تفرض تذاكر تتجاوز 100 و200 درهم، ما جعل الاستمتاع بغطسة مائية باردة حلما بعيد المنال للكثيرين.
في هذه الأثناء، يستمر مجلس جماعة مكناس في ممارسة هوايته الأبدية: إغلاق المسابح البلدية.
مسبح السلم، المسبح البلدي، مسبح باب بوعماير، ومسبح الرياض، كلها مغلقة في وجه الساكنة، وكأنها عقاب جماعي على اختياراتهم السياسية أو ربما اختبار لصبرهم الطويل.
وعلى الرغم من إدراج دفاتر التحملات الخاصة بهذه المسابح في دورات سابقة للمجلس، إلا أن الرئيس باحجي لم يتمكن من إعادة الروح إليها على مدار ثلاث سنوات كاملة.
وبينما تزداد حرارة الصيف، يقف المواطن المكناسي مستفسرا: لماذا يستمر هذا الإغلاق ونحن على مشارف شهر يوليوز 2024؟ هل هو تعنت سياسوي أم عبث تنموي؟ أم أن هناك أسباباً خفية وراء هذا الهدر البشع للمال العام، خاصة في مسابح تم إنجازها بأموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟
يبدو أن سكان مكناس عالقون بين جشع القطاع الخاص وفشل المجلس الجماعي، في مشهد يجعلهم يتساءلون إن كان هذا المجلس “يرعد ولا يمطر” بالفعل، أم أن الأمر أسوأ مما يتصورون. على الأقل، في هذه الأجواء الحارة، يمكنهم الاعتماد على السخرية كوسيلة للبقاء باردين.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.