مكناس.. المدينة التي أنارتها الشموع وأظلمها المجلس الجماعي ورئيسه

739٬775

إذا كنت تبحث عن مدينة تعيش في القرن الواحد والعشرين بنكهة القرون الوسطى، فمرحبا بك في مكناس.

هنا، حيث الفشل في أداء المجلس الجماعي ورئيسه أصبح فنا متقنا، وحيث أصبحت الشموع هي الحل الوحيد لإنارة أحياء المدينة.

كنا ندافع بشراسة عن حق مكناس في التنمية والاستفادة من المشاريع الوطنية، ونتحدث بحماس عن مستقبل مشرق ينتظر المدينة.

ولكن يبدو أن أحلامنا كانت مجرد سراب.

فبدلا من المشاريع الضخمة والإنجازات العظيمة، أصبحنا نطالب بأبسط حقوق الحياة: الإنارة!

الإنارة التي كانت في يوم من الأيام أمرا بديهيا، أصبحت الآن مطلبا يتطلب احتجاجات ومناشدات.

ومن الإنارة إلى ترقيع الممرات، حيث أصبح سكان مكناس يتنافسون في ابتكار طرق جديدة لتجنب الحفر والمطبات.

فالممرات التي كانت يوما ما مخصصة للمشاة، تحولت إلى مسارات مليئة بالعراقيل، وكأننا نعيش في مضمار سباق حواجز.

وإذا سألت المجلس الجماعي عن الحلول، فستجد أن الترقيع هو الجواب الوحيد. ترقيع هنا وترقيع هناك، وكأن المدينة أصبحت لوحة فنية لفن الترقيع الحديث.

وإذا تحدثنا عن رئيس الجماعة وأغلبيته، فسنجد أن الفشل أصبح رفيقهم الدائم. فبدلاً من أن يكونوا قادة للتغيير والإصلاح، أصبحوا أبطالا في مسرحية هزلية يتقنون دور الفشل بكل احترافية.

فلا قرارات حاسمة ولا إجراءات فعّالة، فقط وعود وشعارات براقة لا تسمن ولا تغني من جوع.

هل هناك أمل في تغيير هذا الوضع المأساوي؟ ربما، ولكن حتى ذلك الحين، سنستمر في استخدام الشموع والتفنن في ترقيع الممرات، وسنظل ننتظر بفارغ الصبر لحظة صحو المجلس الجماعي ورئيسه (الرباطي) من غفوتهم الطويلة.

في مكناس، لا شيء مستحيل؛ حتى الفشل أصبح فنا!!

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد