من جحيم الأضاحي إلى لهيب الدخول المدرسي.. الدولة الاجتماعية في “عطلة” دائمة

603٬485

بعد أن اجتازت الأسر المغربية “مجزرة” عيد الأضحى بسلام، ظنت لوهلة أن الأمور ستتحسن مع العطلة الصيفية، لكن يبدو أن القدر كان يُخبئ مفاجأة أخرى.

فما إن ودع المغاربة شمس العيد، حتى اصطدموا بلهيب العطلة الصيفية التي عرت تمامًا عورة الدولة الاجتماعية، ونسفت كل الخطابات الوردية التي روجتها الحكومة حول دعم السياحة الداخلية.

نعم، يا سادة، الحديث عن السياحة الداخلية في المغرب أصبح أشبه بنكتة باهتة.

فالفنادق والشقق السياحية أصبحت أقرب لمنازل ملوك ألف ليلة وليلة، أسعارها تحلق في سماء الأحلام، والخدمات، لا بأس أن نقول إنك قد تدفع ثمن قضاء ليلة في فندق أكثر مما تدفعه لقضاء أسبوع في إحدى جزر الكاريبي، بشرط أن تستعد للتعامل مع خدمة “خمسة نجوم” في الشكل فقط.

وبعدما كتب على الأسر المغربية أن تحترق بنار الأسعار خلال الصيف، جاء “الختام المسك” مع اقتراب الموسم الدراسي.

مصاريف التسجيل ارتفعت، وأسعار الكتب المدرسية قفزت قفزة غير مسبوقة، وكأنها تحاول التنافس مع أسعار الذهب.

كل هذا وسط صمت مريب من الحكومة التي يبدو أنها، كالعادة، في “عطلة” دائمة عن هموم المواطن.

وهكذا، ينتقل المواطن المغربي من جحيم إلى آخر، في مسلسل طويل من المعاناة لا يبدو أن نهايته ستكون سعيدة. فبين الأضاحي والعطلة، والموسم الدراسي، يتساءل المغاربة.. متى ستعود “الدولة الاجتماعية” من عطلتها الطويلة؟ أو ربما علينا الانتظار حتى إشعار آخر.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد