مكناس وأزمة القرار.. حين يُسلب المستشار الجماعي إرادته ويُمنح دفتر ملاحظات
في مشهد لا يخلو من الإثارة، تمر جماعة مكناس بأزمة ثقة حادة، أزمة ليست وليدة اليوم، بل هي نتاج مسلسل طويل من القرارات العظيمة التي لم يتخذها أحد.
نعم، عزيزي القارئ، الأزمة أصبحت جزءا من هوية المدينة، ولا يمكن الحديث عن مكناس دون ذكر هذا المصطلح الجذاب “أزمة الثقة”، وكأننا نتحدث عن أحد معالمها التاريخية.
المستشار الجماعي.. من صاحب القرار إلى منقوص الإرادة
كان من المفترض أن يكون المستشار الجماعي في مكناس هو الممثل الشجاع الذي يدافع عن حقوق المواطنين ويقف في وجه الفساد.
ولكن يبدو أن الأمور اختلطت، وأصبح المستشار في كثير من الأحيان مجرد متفرج، يصفق بيديه لكن دون أن يملك الحق في اختيار النص.
فبين الضغوطات والمصالح الشخصية، ضاع دور المستشار وتحول إلى منصب ” شرفي ” لا أكثر، يجلس على الكرسي وينتظر..
ينتظر ماذا؟
لا أحد يعلم.
مكناس تستحق أفضل… وتنتظر المزيد
المدينة التي تعيش على إيقاع التاريخ، تستحق أفضل مما هي عليه اليوم.
لكن كيف يمكن للمدينة أن تحقق التقدم إذا كان من يديرها منشغلا بصراعات داخلية أكثر من انشغاله بمصلحة المواطنين؟
يبدو أن مكناس لم تعد تنتظر الحلول بل باتت تُجمع على الاستمرار في “الانتظار”.
في نهاية المطاف، إذا كان المطلوب هو العودة إلى المسار الصحيح، فإن أول خطوة ربما تكون بإعادة توزيع دفاتر الملاحظات على المستشارين ليتمكنوا من كتابة قراراتهم الخيالية في هدوء.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.