مكناس.. بين رئيس قديم بوجه جديد تحديات قديمة بنكهة جديدة
أهلا بكم في مدينة مكناس، حيث يتغير الرئيس ولا تتغير الأوضاع، تتجدد الوعود وتبقى الأرصفة محتلة، وتضاء الشوارع أسبوعا لتظلم بعدها لأشهر.
نعم، إنها مكناس، مدينة الآمال المتجددة والأحلام المؤجلة.
ومع قدوم المكتب الجديد – الذي يقوده رئيس “قديم جديد”، إليكم بعض التحديات الكبرى التي تنتظر المكتب المسير، أو بالأحرى رئيسه الذي تم تجديد عهدته بصفة “الرسمية” بعد أعوام وسنين من “التفويض”.
1 التدبير المفوض.. من يدير من؟
هي مسرحية يومية تتكرر فصولها دون ملل أو كلل، يعيش سكان مكناس أحداثا كوميدية من الطراز الرفيع، أبطالها شركات التدبير المفوض، التي حولت النقل العمومي وجمع النفايات إلى عرض ساخر يشاهده الجميع.
وكأن شركة النقل استوحت خدماتها من فكرة ‘سيارات الأشباح’، فالحافلات نادرة الظهور وإن ظهرت، فهي تتهادى على الطرقات كأنها خارج متحف الزمن القديم، مُنهَكة وكأنها في طريقها إلى التقاعد.
أما قطاع النفايات، فقد أصبح بطولة مفتوحة لمنافسات بين النفايات نفسها، حيث تبقى الحاويات فارغة والأحياء تتكفل بتوفير الساحة المثالية لأكياس القمامة كي تتجول بحريتها.
2. الإنارة العمومية… يا ليل مكناس الطويل
لنكن صريحين، الإنارة العمومية في مكناس كضيف شرف في حفل كبير: تظهر ليوم وتختفي لبقية السنة. المشكلة ليست في المصابيح فقط، بل في “صفقات” المصابيح التي تتلف قبل أن يتم تركيبها أحياناً. هنا، ربما التحدي الحقيقي هو العثور على مصابيح “تقاوم” لحظة التدشين والافتتاح.
3. استرجاع المليارات المفقودة… أوهام المكاتب
إن مسألة استرجاع المستحقات المتراكمة قد تبدو كحلم رومانسي في أعين المكتب الجديد.
كيف لا، وهي أموال تراكمت عبر السنوات وكبرت مع تراكم الغبار على ملفاتها؟
لكنهم قد يفاجأون بأن المستفيدين من هذه المبالغ يتشبثون بها كما لو كانت هدية من السماء.
ملاحظة لها علاقة بما سبق.. لا يمكن أن ننهي الحديث دون الإشارة إلى عباس، الرجل الذي لم يغادر حقا، ولكن بات اليوم بوجه رسمي.
لقد تم منحه “شرعية” القيادة من الجهات التي تمسك بزمام الأمور فعليا، وكأنهم يقولون.. “عُد إلى مقعدك، فالمسرحية مستمرة، لكن الجمهور تغير.. قليلا”.
اللهم انا لا نسألك رد الغباء.. ولكننا نسألك اللطف فيه.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.