مكناس على صفيح ساخن.. التفويضات على نار الحطب

685٬315

يبدو أن مدينة مكناس لا تزال تُرقص الجميع على أنغام الصراعات السياسية، في مشهد أقرب إلى فصول رواية درامية طويلة.

فمنذ أن جلس الساسة على كراسي المجلس الجماعي، وملف التفويضات أصبح مادة دسمة للنقاش.

ولعل السؤال الذي يطرحه اليوم كل مكناسي: هل أصبحت مدينتنا ضحية “البلوكاج السياسي” الذي يذكرنا بمسرحية “انتظار غودو”؟

وفي وسط هذا الصراع المتأجج، يبرز قسم المرافق وقسم التعمير، وكأنهما كنز مخفي يجذب الطامعين والطامحين.

فهذا المنصب ليس مجرد كرسي عادي، بل هو مفتاح لمنافع اقتصادية واجتماعية قد تجعل أي سياسي يحلم به طوال حياته.

بل حتى أن بعض المستشارين يتحدثون عن “تفويضات الأحلام” وكأنها تذكرة للثراء السريع أو فرصة لتمرير مشاريع لا نعرف إن كانت تهدف لخدمة المدينة أو لخدمة جيوب أصحابها.

وهنا ينبثق السؤال الساخر.. هل نحن بحاجة إلى سياسيين أم إلى أبطال خارقين لإنقاذ المدينة من دوامة الجمود؟ هل سيبقى الوضع كما هو، أم سيبزغ فجأة “مفوض نزيه” يحارب الفساد ويعيد التوازن للمجلس؟

بعض الأصوات بدأت تطالب بأشخاص لهم تاريخ “نقي”، بينما الواقع يقول إن الحقل السياسي بات أشبه بحديقة من الأشواك، حيث النقاء قد يبدو أشبه بنقطة في بحر.

ويبقى السؤال الأهم.. هل سيتمكن المجلس من إيجاد وصفة سحرية لتقسيم هذه التفويضات دون تفاقم صراع المصالح؟ أم أن مكناس ستظل تعيش في دائرة مغلقة، حيث الأجندات الشخصية تسبق المصلحة العامة؟

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد