مكناس.. مدينة تستثمر في فن البلوكاج؛ لأن التنمية رفاهية لا نحتاجها

572٬120

مرحبا بكم في مسرح العبث السياسي بمكناس، حيث يُهدر الزمن بحرفية لا مثيل لها، ويُساق البلوكاج بخطى مدروسة ليتحول إلى نوع من أنواع الخدمة المجتمعية.

البلوكاج الذي يُفترض أن يعطل عجلة التنمية صار هو العجلة الوحيدة التي تدور بسلاسة لخدمة الساكنة المكناسية، مانحا إياهم “وقتا مستقطعا” للتمتع بجمالية الأرصفة المحفورة، واستنشاق هواء “التأخر التنموي” العليل.

أما عن حياد سلطة المراقبة، فتساؤلنا هو.. هل الحياد هنا يعني قضاء إجازة غير محدودة في مقاعد المتفرجين؟ أم هو استرخاء مؤقت بانتظار موسم سياسي جديد يعج بمسرحيات تهميشية أكثر إثارة؟ على كل حال، يبدو أن السلطات اختارت بذكاء أن تحمي نفسها من وجع الرأس، وتترك الساكنة في مسيرة “اعتماد الذات”، متجنبة التدخل لعدم إزعاج هذا “التناغم التهميشي” العجيب.

وفي ختام هذا المشهد الساخر، نتساءل بتفاؤل متجدد: ما العمل؟ قد يكون الجواب في نهاية المطاف هو الانتظار، الانتظار حتى يصبح البلوكاج جزءا من هوية المدينة، كمعالمها التاريخية تماما، حيث نتداول أقوالا جديدة من قبيل “بلوكاجنا سر تميزنا”.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد