عندما يصبح الأمن “الحلقة الأضعف” في أماكن المرح
في زاوية مظلمة من أحد النوادي الليلية، يقف الحارس مبتسما كأنه تمثال شمعي لا يكاد يفرق بين ابتسامة الزبائن وضرباتهم المحتملة.
هو هناك ليؤدي “أسهل” وظيفة في العالم.. منع المشاغبين، التعامل مع السكارى، وحماية المكان من قطاع الطرق.
آه، لا تنس إضافة مهمة أخرى.. أن يكون كيس اللكم البديل في حال ضاق أحدهم بعبء الحياة.
الحراس، أولئك الجنود المجهولون الذين يقفون عند أبواب الترفيه، هم الحلقة الأضعف في معادلة السهر.
فبينما يرقص الزبائن تحت أضواء النيون، يتلقى الحارس على الباب مجموعة من الشتائم المجانية، وربما “لكمة بيد حبلى”، فقط لأنه منع أحدهم من إدخال قارورة مشروبات من خارج المكان.
الحارس الذي يُفترض أن يكون رمزا للأمان يتحول في عيون البعض إلى عدو لدود.
لا يملك الحراس في معظم الأحيان سوى عضلاتهم وقليلا من الحظ لحمايتهم.
قانونيا؟ هم في مهب الريح.
لا دعم، لا حقوق واضحة، ولا حتى ضمانات تحميهم من الزبائن “الثائرين”.
هل يعلم أحد أن الحارس الذي يمنع شجارا قد يجد نفسه متهما بتعكير أجواء السهرة؟
بينما يرقص الزبائن على أنغام الموسيقى ويعيشون أجواء المرح، يقف الحارس كأنه شاهد على حفلة لا تخصه، محاصرا بين الرقص والمخاطر.
السؤال الذي نحتاج للإجابة عنه هو.. متى نكف عن اعتبار الحراس مجرد قطعة أثاث متحركة؟
أخيرا، قد لا نجد حلا سريعا لهذه المعضلة، لكن الأكيد أن الحارس سيبقى هناك، مستعدا لحماية الجميع، حتى لو لم يحمه أحد.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.