حافلات مكناس.. وسيلة نقل أم كائنات متمردة؟
في حادثة تبدو وكأنها مقتبسة من فيلم ساخر، وجدت إحدى حافلات النقل الحضري بمكناس نفسها تتخذ قرارا غير مألوف.. ترك الطريق والاصطدام بمقهى في مدينة مولاي إدريس زرهون، وكأنها قررت الانضمام لجلسة شاي مع مرتادي المقهى.
الحادثة، التي وقعت يوم الاثنين الماضي، أضافت جرعة جديدة من الإحباط والغضب إلى سكان العاصمة الإسماعيلية، الذين باتوا يتساءلون.. هل حافلاتنا بحاجة إلى دروس في السلوك الحضري؟
حافلات تمارس “التمرد” الحادثة الأخيرة ليست الأولى من نوعها، فحافلات النقل الحضري في مكناس باتت تشبه كائنات برية يصعب ترويضها، حيث أصبح فقدان السيطرة عليها مشهدا مألوفا.
ومع كل حادثة، تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة للنكات الساخرة، يتناقل فيها المواطنون عبارات مثل “حافلاتنا تطمح أن تكون طائرات، لكنها تنتهي كمعدات هدم”.
المجلس البلدي بين المطرقة والسندان الكرة الآن في ملعب المجلس البلدي، الذي يبدو أنه يتقن فن “الصمت الحكيم”، في حين تتراكم الشكاوى والدعوات لتحمل مسؤوليته تجاه تحسين جودة النقل الحضري.
سكان مكناس لم يعودوا يطلبون حافلات “فاخرة”، بل مجرد مركبات تلتزم بدورها كوسيلة نقل دون تحويل الطرق إلى ساحات معارك أو المقاهي إلى ساحات هبوط.
مكناس تستحق الأفضل مدينة بتاريخ عريق كمدينة مكناس، لا تستحق هذا النوع من الفوضى.
فهي ليست بحاجة فقط إلى حافلات جديدة، بل إلى رؤية جديدة تعيد للنقل الحضري هيبته وتحقق حلم الساكنة في تنقل آمن ومريح.
وحتى ذلك الحين، يبدو أن الحل الوحيد هو.. “خذ حذرك عند الجلوس في المقاهي، فالحافلات أصبحت جزءا من الديكور اليومي”.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.