مكناس تبحث عن بوصلة سياسية.. وضوء في نهاية النفق (المظلم حرفيا)

743٬385

في مشهد يبدو وكأنه مستوحى من سيناريو فيلم كوميدي مأساوي، يجد الجسم السياسي المكناسي نفسه عالقا في “ورطة حقيقية” أو ربما سلسلة ورطات حقيقية.

الوضع أشبه بحلقة طويلة من مسلسل درامي غير مكتمل، حيث تتوالى الأحداث دون حبكة واضحة أو نهاية ترجى.

فلنلق نظرة على بعض فصول هذه “الدراما السياسية” إقالة رئيس الجماعة، خسارة الأغلبية الحاكمة، تجريد من الصفة، استقالات حزبية، جمود تنظيمي وفوضى عارمة، وأخيرا وليس آخرا… “ترحال مصلحي” غريب الأطوار يشبه “حج سياسي” بلا وجهة.

لا ننسى عبث الانتماءات الحزبية التي أصبحت أشبه بارتداء “كوستيوم” في حفلة تنكرية.

ولكن، المفاجأة الكبرى؟ لا أحد من سكان مكناس يبدو مكترثا، فعلى ما يبدو، يعيش المواطن المكناسي في “مدينة أخرى” أو ربما في “قارة مختلفة”.

بالنسبة له، كل هذا “العبث السياسي” يبدو أقل أهمية من مشاكله اليومية الحقيقية.

وبما أن السياسة مكناسية أصبحت مجرد “مسرحية بلا جمهور”، فإن المواطن العادي يعاني في صمت من أزمات أكثر واقعية.. إنارة عمومية غائبة تجعل الشوارع أشبه بمشاهد من فيلم رعب ليلي، نقل حضري متعثر وكارثي يجعلك تشعر وكأنك في مغامرة يومية على متن “حافلة الفوضى”، أكوام من الأزبال تزين الأحياء، وكلاب ضالة تجوب المدينة وكأنها “مواطنون فوق العادة”.

المشهد، بكل تفاصيله، يبدو كأنه كوميديا سوداء ساخرة.

فالسياسيون يتصارعون على مناصب وكراس تبدو الآن بلا قيمة حقيقية، بينما المواطن يتصارع مع الظلام والقمامة والكلاب.

أما مكناس، فهي عالقة بين الفوضى واللامبالاة، تبحث عن مخرج من النفق، سواء كان نفقا سياسيا… أو مجرد نفق إنارة عمومية.

ربما يكون الحل في يد الساكنة المكناسية التي يجب أن تتجاوز دور المتفرج السلبي وتطالب بمحاسبة حقيقية… وإلا، ستبقى المدينة غارقة في “دراما كوميدية” لا نهاية لها.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد