شركة النظافة بمكناس.. إبداع في التهرب وإتقان لطمس حقوق العمال

في مشهد يعكس إبداعا جديدا في فنون التهرب والمماطلة، تواصل شركة النظافة بمكناس تقديم عروضها الاستثنائية في عدم الوفاء بالتزاماتها تجاه عمالها.
فبعد أن أبدعت في كنس الأرصفة، يبدو أنها اكتسبت مهارة جديدة في كنس حقوق المستخدمين تحت السجادة، غير مكترثة بالقوانين أو الأخلاق المهنية.
حتى هذه اللحظة، لم تكلف الشركة نفسها عناء دفع مستحقات تسجيل عمالها في التغطية الصحية الإلزامية لدى صندوق الضمان الاجتماعي، وكأن صحة هؤلاء العمال مجرد تفاصيل هامشية في معادلة الأرباح والمصاريف.
والنتيجة؟ ملفات طبية مرفوضة، عمال يواجهون الأمراض بدون تأمين صحي، ومعاناة تضاف إلى كاهل الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع.
لكن، لا داعي للقلق.. فإدارة الشركة تؤمن بمقولة “الصحة تاج على رؤوس العمال لا يراه إلا المدراء”، لذلك فضلت تجاهل هذه الحقوق والاستمرار في سياسة “التطنيش الاستراتيجي”.
أما مدونة الشغل المغربية، فبالنسبة لهم، مجرد “كتيب” يمكن استخدامه كمسند للكراسي أثناء اجتماعات اتخاذ القرارات المصيرية.. كالتخطيط لمزيد من التهرب.
أما العمال، فليس أمامهم سوى الاختيار بين التعايش مع هذا الاستغلال أو اللجوء إلى وسائل أخرى للتعبير عن سخطهم، ربما عبر إبداع إضرابات فنية على شكل عروض مسرحية في الشوارع، أو تنظيم مباريات في “أطول فترة انتظار لحقوق مسلوبة”.
وفي ظل هذا التجاهل، يبقى السؤال مطروحا.. هل شركة متخصصة فقط في جمع القمامة، أم أنها تحاول إعادة تدوير القوانين بطريقة تجعل حقوق العمال تختفي كما تختفي النفايات؟ أين اختفى رئيس جماعة مكناس؟
-يتبع-
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.