حين تضحك الجامعة.. لكن من المرارة

742٬820

لا جديد تحت شمس الوطن إلا فضائح تتكرر بطبعات جديدة، وآخرها – ويا للصدفة الأكاديمية – فضيحة أستاذ جامعي متهم بتزوير شهادات الماستر.

قد يبدو الأمر للبعض مجرد “زلة قلم” أو “انحراف فردي”، لكن الحقيقة، ويا للأسى، أكثر عمقا وسخرية.. نحن لا نعاين حادثة، بل نعاين جنازة.. جنازة أخلاق، ومؤسسات، وربما آخر ما تبقى من وهم اسمه “الجامعة”.

الجامعة، تلك التي كان يفترض بها أن تكون مصنع النخب، تحولت إلى ورشة صغيرة لطباعة الشهادات حسب المقاس، وبالمقابل طبعا.

البحث العلمي؟ في غيبوبة.

الشفافية؟ في المصحة.

الرقابة؟ في إجازة مفتوحة بلا رجعة.

الضمير المهني؟ على الأرجح، قدم في مزاد علني وفاز به من يدفع أكثر.

الملف الآن في يد القضاء.

جميل.

لكن السؤال الحقيقي.. هل سيقف التحقيق عند حدود الأستاذ؟ أم سيتسلل – ولو مرة – إلى داخل الشبكة؟ من اشترى الشهادات؟ من وظف بها؟ من ترقى بها؟ هل سنكتشف أسماء لامعة في دوائر الأمن، والإدارة، والمالية، والقضاء؟ وهل ستتسع صدور العدالة للجميع، أم سنكتفي بـ”كبش فداء” يحمل خطايا منظومة ماتت وهي تضحك؟

أما نحن أبناء الطبقات الفقيرة، أولئك الذين صدقوا الوهم، فمكانهم محفوظ في طابور البطالة الطويل، بعد سنوات قضوها في مدرجات بلا مقاعد، ومختبرات بلا أدوات، وجامعات بلا أمل.

المسؤولية؟ ليست على الأستاذ وحده؛ بل على دولة كاملة قررت، وعن سبق إصرار وترصد، أن تترك الجامعة تموت دون حتى أن تعلن الوفاة رسميا.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد