مكناس.. المدينة التي تتقن فن “اللاشيء”

في زمن تتسابق فيه المدن نحو الذكاء الصناعي، والتحول الرقمي، والطاقة النظيفة، تختار مكناس طريقا آخر؛ طريق الـ”لا”.
لا مسابح، لا طوبيسات، لا حدائق، لا فضاءات لاستقبال السياح، لا إنارة، لا مشاريع؛ لا شيء سوى الانتظار المزمن لما لن يأتي.
المدينة التي كانت يوما ما عاصمة المملكة المغربية، باتت اليوم عاصمة الفراغ المدبر بعناية.
إنجازاتها تعد على أصابع يد مشلولة، وميزاتها باتت تنحصر في الصبر الجماعي لسكانها، الذين يملكون قدرة خارقة على التكيف مع غياب كل شيء، بما في ذلك الحد الأدنى من مظاهر العيش الكريم.
أما من يسأل عن السياحة، فمرحبا به في جولة عبر الحفر، وركوب خردة الحافلات الجماعية بدل النقل الحضري، ومشاهدة الظلام ينزل باكرا على الأحياء قبل أن تنزل الشمس نفسها.
مكناس اليوم لا تحتاج ميزانية، بل تحتاج معجزة.
وفي انتظارها، نقترح اعتماد شعار جديد للمدينة.. “مكناس.. حيث كل شيء ممكن، ما عدا كل شيء”.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.