مكناس.. المدينة التي تجرد فيها العضوية ولا يجرد فيها الكرسي

في مسرح السياسة المكناسية، يبدو أن الكراسي أكثر وفاء من المستشارين أنفسهم، فبينما أصدرت الأحزاب قراراتها، ونطقت المحاكم بأحكامها، لا يزال بعض “السادة” المستشارين يمارسون مهامهم وكأن شيئا لم يكن، وكأن القانون مجرد اقتراح قابل للنقاش، لا حكم واجب التنفيذ.
الجماعة؟ في سبات عميق.
السلطات؟ تتأمل المشهد، ربما بانتظار “فيلم آخر”.
أما المواطن؟ فقد اكتشف أن تجريد العضوية في مكناس يشبه الرجيم في شهر رمضان.. نية بلا نتائج.
ثلاثة مستشارين، تم الإعلان عن تجريدهم من عضويتهم بعد خيانتهم للأحزاب التي رشحتهم، لكنهم لا يزالون يبحثون في أدراج الإدارات عن مهلة هنا، وتأجيل هناك، ومخرج قانوني ربما ولد قبل الدستور نفسه.
“طاحت الصمعة، علقوا القانون”
هنا، نطرح السؤال الذي لم يعد بريئا..
هل نحن أمام حالة تحقير لأحكام القضاء؟ أم مجرد مسلسل مكناسي طويل بعنوان.. “عفا الله عما سلف… والبقية تأتي”؟
ومع كل هذه الفوضى، تظهر علامات استفهام بحجم باب منصور..
من يتواطأ؟ من يغمض عينيه؟ وما الذي يطبخ تحت الطاولة؟
ربما نحتاج إلى كاميرات خفية لاجتياز هذا الغموض، أو على الأقل، مجلسا يحترم نفسه قبل أن يحترم قرارات الأحزاب والقضاء.
وفي انتظار أن يتحرك من يجب أن يتحرك، سيبقى شعار المرحلة:
“مكناس مدينة العضوية الدائمة… حتى بعد الطرد”
عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.