مكناس.. المدينة التي أخذت عطلة من العطلة

في كل صيف، تزهر المدن المغربية وتزداد بهجة وحياة، إلا مكناس، التي يبدو أنها اختارت قضاء عطلتها الصيفية قبل سكانها.
فبينما يسأل البعض عن أجمل وجهات الاصطياف، لا أحد يذكر مكناس، لا في قوائم السفر، ولا حتى في النسيان.
والسبب؟ بسيط.. المدينة قررت أن تكون استثناء خالية من كل شيء يشبه العطلة.
مدينة بدون فضاءات ترفيهية، وبدون مسابح تغري حتى البط بالمجازفة، وبدون إنارة عمومية تضيء شيئا سوى الظلام نفسه.
أما النقل الحضري، فغائب كأننا في فيلم تاريخي عن ما قبل المحرك، والنظافة؟ دعونا لا نحرج عمال النظافة فهم وحدهم من لم يأخذ عطلة، رغم أن الشوارع تصر على العكس.
أما المجالس المنتخبة، فهي في سبات عميق، قد لا يوقظهم سوى زمجرة التاريخ أو صفارة الانتخابات.
الأغلبية الجماعية في مكناس لا تحكم بقدر ما “تستجم”، تاركة المدينة تسير على خطا “السياحة السلبية”.. تعال، لا تجد شيئا، ثم ارحل؛ هذا إن وجدت وسيلة نقل أصلا.
ألو عباس.
عمار الوافي
مواطن من مكناس
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.