مكناس بين وعود الفرج وواقع “الانخراطات”.. من يضحك على من؟

في إحدى دورات مجلس جماعة مكناس، خرج رئيس الجماعة على الساكنة بتصريح بطولي: “نهاية معاناة النقل الحضري ستكون نهاية هاد العام”، وكأننا على أبواب ثورة مواصلاتية ستدخل مكناس إلى مصاف العواصم الأوروبية.
الناس صدقوا، تنفسوا الصعداء، وبدأوا يحلمون برحلات بلا تأخر ولا ازدحام ولا أعصاب محروقة.
لكن، يا فرحة ما تمت.
المفاجأة الصادمة اليوم أن الشركة التي كان يفترض أن تطرد من المشهد، رجعت كأنها “مولات الدار”.. تحصيل الانخراطات السنوية من التلاميذ والطلبة بكل ثقة وكأنها شركة فائزة بجائزة نوبل في النقل الحضري.
أين هو الوعد؟ وأين هو العقد الذي قيل لنا إنه سيفسخ؟
الواقع كتب شيئا آخر.
الساكنة اليوم تعيش مشهدا كوميديا أسود.. رئيس يعدهم بالخلاص، شركة تستخلص الانخراطات، وتلاميذ وطلبة يدفعون ثمن “وعد سياسي” تحول إلى مجرد نكتة تروى على أرصفة محطات الحافلات؛ وكأن قدر مكناس أن تتحول إلى مختبر لتجارب الوهم الجماعي، حيث لا ينجح إلا من يجيد فن “بيع الكلام”.
ويبقى السؤال الذي يطرحه الشارع بمرارة ممزوجة بسخرية.. هل نحن أمام شركة عنيدة لا تقهر، أم أمام مجلس جماعي يتقن فن صناعة الوعود فقط؟ في كلتا الحالتين، المواطن هو المتفرج الإجباري على مسرحية عبثية عنوانها..”النقل الحضري رحلة بلا نهاية”.
عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.