الكوديم وحفل البرجوازية الذي أضاع البوصلة

604٬215

في مدينة الخيال العلمي، حيث الأحلام تتحقق على أرض الواقع والكرة تدور في ملاعب العز والشرف، شهدنا مؤخرا مهزلة احتفالية أقرب إلى حفل تنكري للبرجوازية الجديدة، تلك التي تتلون كالحرباء وتظهر فقط عندما تشرق شمس النجاح.

“الكوديم”، ذلك الاسم الذي يتردد صداه في الأزقة والشوارع، والذي كان لسنوات طويلة رمزا للعرق والدموع في أقسام الهواة، قد صعد أخيرا إلى الأضواء.

ولكن، أين كان هؤلاء الوجوه الجديدة عندما كان الفريق يصارع في مباريات مريرت وتمارة وفاء فاس وسيدي قاسمم…؟ أين كانت حركيتهم عندما كان الجمهور العريض يقف خلف الفريق في السراء والضراء؟

لقد تحول الاحتفال بصعود الكوديم إلى حفلة خاصة للمتأخرين عن القطار، أولئك الذين لم يتذوقوا طعم الغبار في الملاعب البعيدة ولم يشهدوا الدموع التي سالت في ليالي الهزائم.

واليوم، يقفون في الصفوف الأمامية، يتبجحون بصور “محروقة” لا تمت لتاريخ الكوديم بصلة، في حين يُقصى الجمهور وفصيل إلتراس والمواطن البسيط (لي تيقطع ذكرة ب 10 دراهم)، الذي كان السند الأمين للفريق، عن الاحتفالات.

إنه لأمر مثير للسخرية أن نرى البرجوازية الجديدة تحتفل بنجاح لم تسهم فيه، بينما يترك الجمهور العريض، الذي كان القلب النابض للكوديم، خارج الأضواء.

ومن هنا، نطلب من رئيس الكوديم ومكتبه المسير ألا يبخلوا على جمهور الكوديم بحفل عمومي يليق بتاريخ الفريق وتضحياته، بعيدا عن الوجوه الجديدة التي لا تعرف عن الكوديم سوى النجاح الذي حققه.

في الختام، لن ننسى أولئك الذين كانوا مع الكوديم في الضراء قبل السراء، ولن نسمح للمتسلقين بسرقة الأضواء من الأبطال الحقيقيين.

فالكوديم ليست مجرد فريق، بل هي قصة كفاح وعشق لا يفهمها إلا من عاشها.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد