المغرب الأخضر.. الواحة التي تزدهر بالأرقام فقط
في عالم تسوده الأرقام والإحصائيات، يبدو أن المغرب قد وجد السر السحري للنجاح الاقتصادي: مخطط المغرب الأخضر.
بفضل هذا المخطط، تمكنا من تعبئة استثمارات ضخمة بلغت 104 مليار درهم في عشر سنوات فقط، من 2008 إلى 2018.
ما هي النتائج العملية لهذه الأرقام البراقة؟
أولا، لنتحدث عن الطماطم، أو كما يحلو للمغاربة تسميتها “مطيشة”. بفضل المخطط الأخضر، أصبح سعر الطماطم 10 دراهم فقط!
أما زيت الزيتون، فقد وصل إلى مستويات قياسية بسعر 90 درهم للزجاجة الصغيرة، مما يجعله منافسا قويا للعطور الفرنسية الفاخرة.
وفي سياق اللحوم، فقد أصبح اللحم بسعر 100 درهم للكيلوغرام، وهو ما يجعل النباتيين يبتسمون في صمت.
لا تقلقوا، فلدينا حلول بديلة! فقد بدأنا باستيراد الخروف من إسبانيا ورومانيا، والقمح من روسيا وأوكرانيا، والعدس والحمص من كندا، وحتى الأبقار لم تسلم من رحلة العبور، فقد جاءتنا من بلجيكا وهولندا.
وفي خطوة غير مسبوقة، قرر المغرب تصدير الماء لأوروبا، ليس لأننا نفيض به، بل لأننا نفيض بالذكاء الاقتصادي.
يبدو أن مخطط المغرب الأخضر قد حقق نجاحات باهرة… على الورق. ولكن، في الواقع، يبقى المواطن المغربي يتساءل: متى ستتحول هذه الأرقام إلى خضرة تملأ البطون قبل الجيوب؟
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.