المغرب العميق.. منكوبي الأمة بامتياز

708٬085

 

في مناطق المغرب العميق، لا حاجة لكوارث الطبيعة لتُسجَّل في قائمة المناطق المنكوبة.

فلا زلازل ولا فيضانات ولا جفاف يُضاهي ما تعيشه تلك المناطق من “نكبة بالصفة”.

بالفعل، هذه المناطق لا تحتاج إلى شهادة أو حتى اعتراف دولي، فهي منكوبة عن جدارة واستحقاق، بل إنها تنافس بشراسة لتنال لقب “منكوبي الأمة”.

في هذه الربوع السعيدة، تجد طرقا تشبه كهوفا من العصر الحجري، ومنازل تبدو وكأنها من تصميم أحد خبراء الآثار القديمة.

هنا، الناس لا ينتظرون المطر أو الزلزال ليغرقوا أو يهتزوا، فهم يغرقون في الإهمال ويرتجفون من البرد والجوع منذ عقود.
وإذا تساءلت كيف يعيش الناس؟ فالجواب بسيط.. بحمد الله وصبر أيوب.

في هذه المناطق، إذا وصلتَ يوما ما، ستشعر أنك في متحف حي للحياة القاسية، ستجد المدارس بلا طلاب، والمستشفيات بلا أطباء، والطرقات بلا إسفلت.

وحتى إذا اجتاحتهم كارثة طبيعية، فربما لن يلاحظ أحد الفرق، فالكارثة الحقيقية هي أن هذه المناطق تعتبر منكوبة منذ الأزل، وكأنها ولدت وهي تحمل هذه الصفة.

أما السكان، فلو كان هناك مسابقة دولية لأكثر الشعوب معاناة، لأخذوا الجائزة دون عناء.

إنهم يعانون بصمت لا مثيل له، وكأنهم يخوضون منافسة للبقاء مع الطبيعة والزمان، وربما مع الدولة أيضا.

ففي النهاية، الزلازل والفيضانات والجفاف مجرد هوايات إضافية في قائمة مصائبهم اليومية، فمتى ستحظى هذه المناطق بفرصة للخروج من دائرة “المنكوب الأبدي”؟

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد