تحرير الملك العمومي بمكناس.. “عملية جراحية” بجرعات من التفاؤل والحذر
أخيرا، وبعد سنوات طويلة من احتلال الملك العمومي وكأنه إرث عائلي غير قابل للتصرف، بدأت مدينة مكناس تشهد ما يمكن وصفه بـ“التحرير الموعود”.
عمليات تطهير الأحياء والشوارع من الفوضى التي أضحت جزءا من ديكور المدينة، لاقت استحسان السكان.
حتى المخالفون، أو “الضحية والجاني في آن واحد”، بدؤوا يتقبلون الواقع الجديد، وكأنهم كانوا ينتظرون أحدا ليقول لهم.. “كفى، حان وقت النظام”.
هذا التدخل الذي طال انتظاره بدا وكأنه “عملية جراحية” لعلاج ورم متفاقم، ولكنها جراحة تتطلب أكثر من مجرد مشرط بل تحتاج أيضا إلى متابعة وجرعات من الصرامة.
فالمدينة عانت لعقود من استهتار بعض التجار وأصحاب المحلات الذين رأوا في الأرصفة امتدادا مجانيا لأعمالهم، دون أي اعتبار للمارة الذين باتوا يتقنون فنون السير على الطرقات جنبا إلى جنب مع السيارات.
وبينما يشيد المواطنون بهذه الخطوة، فإنهم يرفعون شعارات خفية مفادها.. “لا تتركوا الحملة تنتهي كفورة قهوة”.
فالمطلوب اليوم ليس فقط تحرير الأرصفة، بل تحرير العقول من فكرة أن القوانين مجرد نصوص صماء لا تنفذ.
في النهاية، تحرير الملك العمومي بمكناس ليس مجرد حملة، بل اختبار حقيقي لجدية السلطات في تطبيق القانون على الجميع، دون “محاباة أو محسوبية”.
فإما أن يتحول إلى نموذج يحتذى به في مدن أخرى، أو يصبح مجرد ذكرى لطيفة على ألسنة سكان المدينة في جلساتهم الساخرة.
ملاحظة لها علاقة بما سبق.. نتمنى دينامية تحرير الملك العمومي تشمل الجميع بلا استثناء، وما يكونش فيها لا “باك صاحبي” ولا “هذا ديالي” ولا “قريب لي”، كيف ما كيقول المثل.. “الحق ما يتقسمش بالمعارف”.
-يتبع-
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.