الأمطار تفضح “النهضة الكبيرة” في مكناس.. البنية التحتية تغرق في الشعارات

810٬671

يبدو أن سماء مكناس لم تكتفِ بإنزال الغيث، بل قررت هذه المرة أن تكشف المستور وتفضح العورات التي حاول مجلس الجماعة إخفاءها خلف شعاراته البراقة.

فمع أولى زخات المطر، غرقت “البنية التحتية التنافسية” في برك من الوحل، وكأن المدينة لم تسمع يوما عن شيء اسمه “التصريف الصحي”، بينما وجد المواطنون أنفسهم أمام نسخة حية من مغامرات سندباد، ولكن هذه المرة على قوارب بلاستيكية بدلا من السفن الطائرة.

وعلى وقع الفيضانات، تعالت أصوات أبناء مكناس، ليس باعتبارهم “أبناء المدينة البررة”، بل كضحايا لسوء التخطيط وضعف البنية التحتية، التي أثبتت أنها هشة كبيت العنكبوت أمام أول اختبار حقيقي.

أما “النهضة الكبيرة” التي بشر بها المجلس، فيبدو أنها نهضة نحو الأسوأ، حيث تحولت الشوارع إلى بحيرات، والأرصفة إلى أطلال، في مشهد يليق بأفلام الكوارث أكثر من مدينة يفترض أنها تخضع لتدبير “تنافسي”.

أما على “أرض الواقع”، حيث يفترض أن يجد المواطن نتائج عمل المجالس المنتخبة، فقد كشفت الأمطار أن الشعارات لا تصمد أمام قطرات الماء، وأن العقول التي تدير المدينة ما زالت تعيش في مناخ جاف من التخطيط والتدبير.

وبينما يحاول المجلس ترقيع الوضع بتبريرات مكررة، يبقى المواطن المكناسي يتساءل.. متى تمطر كفاءة بدلا من الشعارات؟

-يتبع-
عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد