حينما تضيء المصابيح الانتقائية.. وظلام الأحياء المنسية

810٬512

في مملكة قديمة يحكى أن مسؤولا كان يوزع النور على المواطنين حسب ولائهم.

كان يحمل فانوسا سحريا، فإذا لمس به حيا معينا، أشرقت أنواره وتلألأت مصابيحه، بينما تبقى الأحياء الأخرى تتخبط في ظلام دامس، حيث لا يصلها سوى وعود زائفة وأمل معطوب.

اليوم، لا نحتاج إلى فانوس سحري لنرى نفس المشهد يتكرر، لكن هذه المرة على إيقاع شاحنات صيانة الإنارة العمومية التي يبدو أنها تعتمد على خرائط سياسية بدل الخرائط الطبوغرافية.

أحياء تتوهج ككوكب المشتري، وأخرى تعيش في ظلمات بعضها فوق بعض، وكأنها خرجت من قاع أسطورة “مدينة الظلام” حيث لا شموع ولا مصابيح ولا حتى بريق وعود المسؤولين.

وهنا، نطرح السؤال الذي يتجنب البعض سماعه.. هل توزيع المصابيح خاضع لحسابات انتخابية؟ هل تستنير بعض الشوارع لأن سكانها يمثلون “خزانات انتخابية”، بينما يترك غيرهم ليحفروا في الظلام طريقهم نحو صناديق الاقتراع التي لا ترى وجوههم إلا حين يكون الصوت هو العملة الوحيدة المتداولة؟

إن المواطن لم يعد ذلك القروي الساذج الذي يخدعه الساحر بوهم الرخاء.

لقد تعلم أن النور الحقيقي لا يهدى كهبة، بل ينتزع بالوعي والمحاسبة.

فلا تحاولوا إطفاء بصيرته وإنارة طريقه في نفس الوقت، لأن هذا التناقض لا يصلح إلا لقصص الخيال، أما في الواقع، فالحقيقة واضحة حتى في أزقة الظلام.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد