بلاغ الدينامية.. حين تسبق الحروف الأفعال

743٬022

ليس دفاعا عن الرمضاني ومن معه، فالرجل ليس في حاجة لمحام، ولا نحن في وارد فتح مكتب للنيابة المجانية، لكن بما أن “بلاغ الثلاثة” شق طريقه إلى الفضاء العمومي مزهوا بما تيسر من العبارات والمواقف، فقد وجب الرد ولو على سبيل الضحك المر.

عن أي دينامية يتحدث السادة؟ لعلهم يقصدون “دينامية الصمت”، أو “حركية الحفر”، أو ربما تلك “السرعة القصوى” التي تتحرك بها مشاريع المدينة: خطوة إلى الوراء، وأخرى إلى الجيب.

مكناس – يا سادة البلاغ – ليست بخير.

وقد لا تحتاج إلى بلاغات مطولة بقدر ما تحتاج إلى قليل من الصراحة، وكثير من الكفاءة، وجرعة من حب المدينة لا حب الكرسي.

بلاغكم، ويا حسرة، جاء طويلًا عريضًا كأيام الانتظار في مكاتب الإدارة، محشوا بعبارات لو عرضناها على محرر لغة لفقد صوابه، ومعطيات لا تستند إلا إلى التفاؤل المصطنع، أو خيال واسع يليق بكاتب روايات فانتازيا.

أول خطوة لإنقاذ مكناس هي الاعتراف بأن المدينة تئن، وليس تزويق الواقع بعبارات وردية، ولا التصفيق لنخب ساهمت، مشكورة، في تراجعها لسنوات.

أنتم تطالبون بإعادة الاعتبار؟ جميل.

لكن من يعيد الاعتبار للساكنة التي ملت الخطابات، ولشوارع فقدت هويتها، ولمرافق نسيت أن لها دورا؟

هكذا بلاغات لا تصنع سياسة، بل تصنع النفور.

لا تحرك تنمية، بل تعمق الجمود.

لا تمنح أصحابها مصداقية، بل تقطع ما تبقى من خيوط الوصل مع المواطن.

اخيرا، دعونا لا نختلف كثيرا.. نحن لا نريد بلاغات، بل نريد أفعالا.

مكناس لا تحتاج من يدافع عنها في البلاغات، بل من يشتغل لأجلها على الأرض، والبقية مجرد حبر يذوب مع أول قطرة مطر.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد