مكناس.. حين تتحول التنمية إلى “أسطورة شعبية”

743٬058

منذ انتخابات 2021، والمواطن المكناسي الطيب – الذي لا يطلب سوى حفنة من الإنارة، رشفة من المساحات الخضراء، ولمسة نافورة تنعش أحلامه – ما يزال جالسا أمام شاشة الأمل، ينتظر بث الحلقة الأولى من مسلسل “التنمية قادمة”.

لكن يبدو أن المسلسل ألغي قبل أن يبدأ، وربما أُبدل بعنوان آخر: “انتظرني في الحفرة”.

لا حديث اليوم في مكناس سوى عن مشاريع ضخمة.. مشروع تأهيل حاويات القمامة لتصبح معالم سياحية، مشروع تحويل أعمدة الإنارة إلى نصب تذكارية للصبر، وبرنامج طموح لترك الحفر على حالها حتى تدخل لائحة التراث البلدي اللامادي.

أما مداخل المدينة؟ فهي تخضع لمخطط “شد الطريق بيدك”، حيث يختبر المواطن يوميا مهاراته في القيادة الارتجالية.

النافورات؟ ما تزال مجرد رسومات في دفاتر أحد التلاميذ الحالمين بمستقبل رطب.

الغريب أن التنمية ليست غائبة فقط، بل تائهة، ضائعة بين اتهامات بالنيات المبيتة، وأياد خفية تعشق تكسير كل ما يصلح، و”جهات مجهولة” يبدو أنها لا تحب الضوء؛ لا في الأعمدة ولا في الحقيقة.

أخيرا، كل ما تحقق فعليا هو وعد انتخابي صادق.. “سنغير وجه المدينة” وفعلا، تغير وجهها، فقط للأسوأ.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد