مكناس بين رائحة القهوة ورائحة الديون.. المقاهي تربح والجماعة تخسر

668٬534

في خطوة غير مفاجئة ولكن مليئة بالكافيين، حلت لجنة من المجلس الأعلى للحسابات بجماعة مكناس هذا الأسبوع، حاملة معها عدسات مكبرة، ليس لفحص البن المستخدم في المقاهي، بل لفحص مداخيلها، التي يبدو أنها تبخرت كما يتبخر الحليب في “كابوتشينو”.

ورغم أن عدد المقاهي والمطاعم في مكناس تضاعف إلى حد أن كل مواطن يمكنه الآن تناول قهوة في مقهى مختلف يوميا دون تكرار لمدة عام او زد عن ذلك، إلا أن مداخيل الجماعة لا تزال تشعر بالنعاس، وكأنها لم تحتس فنجان قهوة واحد.

أين ذهبت تلك المداخيل؟ ربما في رحلة طويلة إلى عالم الضياع، أو ربما ضاعت بين فاتورة “إكسبريسو” غير مدفوعة وأخرى لـ”لاتيه” نُسيَت في قاع دفتر الحسابات.

أين ذهبت الأموال؟ وكيف تضخم هذا “الباقي استخلاصه” بهذا الشكل الغريب؟ هل المقاهي هي التي تشرب الجماعة بدلاً من العكس؟ أسئلة عديدة تنتظر أجوبة.
لكن إلى ذلك الحين، ربما علينا جميعا احتساء فنجان قهوة، لأنه على ما يبدو، الأمر يحتاج إلى كثير من الكافيين للتعامل مع هذا اللغز المالي العجيب.

ملاحظة لها علاقة بما سبق.. يبدو أن القهوة في مكناس تشرب ساخنة، لكن مداخيلها تبرد قبل أن تصل إلى خزائن الجماعة.
فبينما تتدفق فناجين القهوة في المقاهي بلا انقطاع، تتسرب الأموال كما يتسرب السكر في الشاي، تاركة وراءها حسابات مُرة وعجزا ماليا بحجم فاتورة لم تدفع منذ سنوات.
ربما تحتاج الجماعة إلى دروس في تحصيل الأموال، أو على الأقل، إلى كوب من قهوة قوية لتفيق من هذا السبات المالي.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد