رجال الفساد في مكناس.. أبطال آليون بحركة أوتوماتيكية
يبدو أن مكناس لم تعد مجرد مدينة تاريخية تزخر بالمعالم الحضارية، بل أصبحت أيضا مختبرا متقدما لتجربة الروبوتات الآلية التي تعمل كحراس للفساد.
لا تستغرب عزيزي القارئ، في هذه المدينة السحرية، مجرد أن تضع إصبعك على مكمن الخلل حتى تتحرك “الرجال الآليون” بسرعة الضوء للدفاع عن معاقل الفساد.
هذه الروبوتات، التي ربما صنعت في مصانع خفية أو تم استيرادها من كوكب آخر، لا تنام ولا تستريح.
فهي جاهزة دائما لحماية المنظومة الفاسدة بكل ما أوتيت من قوة.
هل تريد تقديم شكوى؟ حسنا، ستكتشف أن الأمر أشبه بمحاولة كسر جدار فولاذي باستخدام ملعقة بلاستيكية.
المثير للسخرية أن هذه الروبوتات لا تكتفي بالدفاع، بل تتقن فن الهجوم أيضا.
فهي قادرة على تحويل كل من يحاول التصدي للفساد إلى متهم خطير، يتم تسليط الأضواء عليه وكأنه العدو الأكبر للتنمية والتقدم.
أما إذا كنت تفكر في الإصلاح، فلا تقلق، الآلة ستتكفل بحفظ الملفات في أدراج النسيان، وإطلاق حملة تسويقية رائعة تتحدث عن “التغيير” بينما الحقيقة هي أن الوضع باق كما هو، بل قد يتحسن.. ولكن لصالح الفساد فقط.
أخيرا.. متى ستتوقف هذه الآلات عن العمل؟ أم أن صناعها سيظلون يغذونها بالطاقة إلى الأبد؟ يبدو أن مكناس لا تحتاج إلى رجال آليين لمكافحة الفساد، بل تحتاج إلى زر إيقاف تشغيل لهذه المنظومة العجيبة.
-يتبع-
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.