النظافة غابت والمحاسبة تغط في النوم.. مكناس بين أكوام الأزبال وأكوام الوعود

في مكناس، كانت الأمور تسير في يوم من الأيام بشكل طبيعي، لكن فجأة قبل ثلاث سنوات تحولت المدينة إلى “نقطة سوداء” لا يمكن تجاهلها.
ليست هذه نكتة، بل حقيقة مريرة تعيشها المدينة بسبب أزمة النظافة التي تفشت بشكل غير مسبوق.
وبدلا من أن يكون المواطن هو المسؤول الوحيد عن ذلك، نجد أن المجلس الجماعي يقف خلف هذه الكارثة بلا حياء، يرفض الاعتراف بفشله وعجزه في مواجهة الوضع.
إذا كان يظن البعض أن أزمة النظافة تأتي فقط من سلوك المواطنين، فهم في الحقيقة قد غفلوا عن السبب الرئيسي.. شح حاويات النفايات، ضعف وقلة نقاط التجميع.
لكن لنوقف الأمور هنا، لأن هناك ما هو أكثر من مجرد نقص في الحاويات.
الحديث عن التوظيفات المشبوهة، الكونطرات، والمحابات السياسية، كل هذا يساهم في تفاقم الأزمة بدلا من حلها.
السياسة والحسابات الحزبية الضيقة أصبح لها دور أساسي في إدارة النفايات، وإذا كانت مكناس تستحق شيئا أكثر من هذا، فالمصلحة العامة وساكنة المدينة تستحقان أن تكون فوق أي اعتبار سياسي أو شخصي.
مكناس ليست ملكا لأحد، ولا ينبغي أن تكون رهينة أطراف سياسية مهما علا شأنها أو قل.
فإذا كانت المدينة تئن تحت وطأة الفشل، فلا بد من أن نضع مصلحة المدينة أولا، لننقذها جميعا قبل أن يصبح الوضع خارج السيطرة.
عمار الوافي
مواطن مكناسي
التعليقات مغلقة.