حين يتحول استياء العامل إلى قارب نجاة للأغلبية الغارقة

895٬312

في مدينة تئن تحت وطأة الإهمال وغياب الرؤية، خرجت علينا صفحات نواب رئيس جماعة مكناس ببشرى عاجلة.. عامل عمالة مكناس مستاء؛ لا من حال المدينة، ولا من انعدام المشاريع، بل من “حملات التبخيس والتشويش” على ما سمي مجازا بـ”الجهود التنموية”.

وكأن التعبير عن واقع المدينة المتردي أصبح جريمة تستوجب التأنيب.

الخبر لم يأت في بلاغ رسمي أو خرجة إعلامية للعامل، بل سرب بعناية على صفحات الفيسبوك التي يديرها بعض نواب الرئيس، مدعومة بأقلام اعتادت تسويق الوهم في قالب “مقالات مدفوعة الأجر”.

والغريب أن هؤلاء وجدوا في “استياء العامل” طوق نجاة لإنقاذ صورة أغلبية هجينة تتخبط في فشل تسييري صارخ.

فجأة، صار العامل في الرواية الجديدة كأنما نزل من السماء ليعانق أحضان الجماعة ويمسح دموعها، مظهرا تعاطفا نادرا مع منتخبين لا يجيدون سوى نشر الصور وافتتاح “مشاريع الفوتوشوب”.

أما المدينة وساكنتها؟ فلا بأس أن تنتظر في الظلام قليلا إلى حين نهاية المعركة الفيسبوكية ضد أعداء التنمية.

وإلى أن يخرج العامل عن صمته الحقيقي ويعبر عن موقفه عبر القنوات المؤسساتية، ستبقى ساكنة مكناس تميز بين التنمية الحقيقية والتنمية المصطنعة، بين العمل الميداني والصراخ الرقمي، وبين من يخدم المدينة ومن يخدم مصالحه داخلها.

عمار الوافي
مواطن من مكناس
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد