مواقف السيارات في مكناس.. من ينظم الفوضى؟ سترة صفراء وهراوة

533٬080

 

مكناس، حيث يبدو أن الفوضى هي السمة الأساسية للحياة اليومية، تنتشر مواقف السيارات في كل زاوية وركن كأنها فطر ينمو بعد المطر.

لكن هذه المواقف، التي تكاد تبتلع المدينة بعددها الذي يفوق قدرة الشوارع والبنية التحتية المتواضعة، تثير تساؤلات وامتعاض المواطنين الذين يجدون أنفسهم تحت رحمة “جنود السترات الصفراء” الذين يديرون هذه الفوضى بعصا وهراوة.

“هومنيوز24” حاولت فك لغز هذه التجارة غير القانونية التي انتعشت على حساب الملك العام وراحة المواطن.
في لقاء خاص مع أحد العاملين في هذا “القطاع” المزدهر، كشف أنه مجرد بيدق في لعبة أكبر تديرها “جهات نافذة” في المدينة.

ورغم أن المدخول اليومي لبعض هذه المواقف يصل إلى حوالي 3000 درهم، إلا أن نصيبه من الكعكة لا يتجاوز 200 درهم كأجرة عمل يومي، وكأنه يعمل في “مصنع استغلال” بشعار “احمل الهراوة وابتسم”.

المواطنون في مكناس أصبحوا يشعرون بأنهم في فيلم سينمائي من نوع “أكشن” كلما رغبوا في ركن سيارتهم.
صحاب الجيليات.. كما يسميهم السكان، تحولوا إلى حكام مواقف السيارات بفضل قوتهم وتهديداتهم.

وفرضوا على أصحاب السيارات تسعيرات عشوائية قد تصل في بعض الأحيان إلى عشرات الدراهم مقابل الحصول على متر مربع في الشارع العام.

وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن المواطن المكناسي قد وجد نفسه مجبرا على دفع ضريبة “البقاء على قيد الحياة في المدينة”، حيث يُفرض عليه إتاوة من أجل ركن سيارته في الشوارع التي هي بالأساس ملك للجميع.

فوضى المرائب في مكناس أصبحت تُدار وكأنها “مافيا منظمة”، كل من يرتدي سترة صفراء يصبح له الحق في فرض القانون الخاص به، قانون “ادفع أو ارحل”.

ومع هذا التسيب غير المسبوق، يبقى السؤال المطروح.. من المسؤول عن هذه الفوضى؟ وهل ستتحول مكناس قريبا إلى مدينة يحكمها “أباطرة المواقف”؟

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد