السياحة في الجزائر.. من صور تذكارية إلى تهمة التجسس
في مغامرة سياحية تحولت إلى فيلم تجسس من الدرجة الثانية، قرر ثلاثة مغاربة السفر إلى الجزائر، متوقعين قضاء عطلة هادئة في مدينة تلمسان.
وكأي سائحين طبيعيين، وقفوا أمام المعالم التاريخية الشهيرة، والتقطوا صورا تذكارية بأشعة الشمس الجزائرية الحارقة.
ولكن ما لم يتوقعوه أبدا هو أن هذه الصور ستتحول إلى أدلة جنائية في قضية “جاسوسية” من الطراز الرفيع.
فجأة وبدون مقدمات، وجد هؤلاء المغاربة أنفسهم في قبضة السلطات الجزائرية، متهمين بالتجسس والتخابر بهدف المس بأمن الدولة.
والسبب؟ التقاطهم صورا في وضح النهار، وكأنهم كانوا بصدد رسم خرائط استراتيجية لتلك المعالم التاريخية.
ولم تتوقف التهم هنا، بل أُضيفت لهم تهمة “دخول البلاد بطريقة غير شرعية”، رغم أن جوازات سفرهم تحمل تأشيرات صحيحة، ووصلوا عبر رحلة جوية منتظمة.
في زمن تُشعل فيه الجزائر نار التوترات الإقليمية كأنها تُعد لحفل شواء سياسي، يبدو أن كل مغربي يقرر السفر إلى الجزائر عليه أن يحمل معه تذكرة ذهاب بلا عودة، أو على الأقل يتحمل العواقب التي قد تشمل اعتقاله لمجرد أنه أراد مشاركة صور عطلته على “إنستغرام”.
النظام الجزائري، الذي يبدو أنه أصبح متخصصا في تحويل السياح إلى جواسيس، قد أضاف هذه الواقعة إلى قائمة طويلة من الأحداث الغريبة التي تحدث فقط في بلد تشن فيه الحرب على العقول قبل الحدود.
وهكذا، بدلا من العودة بذكريات جميلة من تلمسان، قد يعود هؤلاء المغاربة إلى ديارهم بقصص مرعبة عن “السياحة في ظل الشبهة” وتحذير لكل من يخطط لزيارة الجزائر.. “احذر، كاميرتك قد تكون جوازك إلى السجن”.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.