المغرب.. بين التفاؤل الحذر والقلق المتزايد

668٬361

في تقرير حديث وصادم صادر عن استطلاع الباروميتر العربي، ظهرت الصورة الحقيقية للمغرب وكأنها لوحة تجريدية من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، حيث يتقاطع فيها الفساد المتجذر مع التحديات الاقتصادية التي تكاد تغرق البلاد في بحر من المشاكل المتفاقمة.

فهل البلاد على مشارف تغيير جذري، أم أن الوضع سيظل محاصرا في دوامة من الوعود الزائفة؟

الاقتصاد.. نصف الكوب الفارغ والآمال المتبخرة

في حين تستمر التصريحات الرسمية في ترويج “الرخاء المنتظر”، أظهر الاستطلاع أن ثلث المغاربة فقط (33٪) يرون أن الوضع الاقتصادي إيجابي، وكأن نصف الكوب الفارغ بات واقعًا ملموسًا.

لكن المثير للسخرية هو أن قرابة نصف السكان ما زالوا يتمسكون بأمل غير واضح لتحسن الاقتصاد في المستقبل القريب، رغم أن 63٪ من المغاربة واجهوا نقصًا في الغذاء خلال الشهر الماضي فقط! أرقام تثير الشكوك حول قدرة الحكومة على الاستجابة لأزمة باتت تضرب كل بيت مغربي.

الفساد والفقر.. تحالف مرير

ليس هذا فحسب، بل إن الفجوة بين الأغنياء والفقراء ازدادت بنسبة مروعة بلغت 39٪ مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يضع المغرب أمام تحدٍ لم يسبق له مثيل. فالفساد الذي يتغلغل في مؤسسات الدولة يعمق هذه الفجوة ويجعل آمال الإصلاح تبدو كحلم بعيد المنال.

أما عن الفقر، فقد أصبح شبحًا يطارد 57٪ من المغاربة الذين يرون أن توافر الغذاء بات قضية ملحة لا تحتمل التأجيل.

ملاحظة لها علاقة بما سبق.. يبدو أن المغرب يقف اليوم عند مفترق طرق حاسم، حيث تتصاعد التحديات الاقتصادية والاجتماعية بشكل يجعل الحلول الترقيعية غير كافية.

فإما أن تتخذ الحكومة إجراءات جذرية لاحتواء الأزمة، أو ستجد نفسها في مواجهة غضب شعبي لا مفر منه. هل نحن على أبواب مرحلة جديدة أم أن السيناريو القديم سيتكرر؟

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد