ساعة مطر تفضح مكناس.. ماذا لو زارنا إعصار فلوريدا؟
ساعة واحدة فقط من الأمطار كانت كافية لتحويل مدينة مكناس إلى نسخة مصغرة من “أطلانتس”، تلك المدينة الأسطورية الغارقة تحت الماء.
ساعة واحدة من المطر كشفت عن الوجه الحقيقي للبنية التحتية أو بالأحرى، كشفت أن لا بنية تحتية أصلا.
الشارع المكناسي لم يحتج إلى إعصار “فلوريدا” ليعرف مدى فساد المسؤولين وتواطئهم مع “بزناسة” المناقصات.
فكل حفرة تغرق بالماء، هو تذكار حي بأن ميزانيات البنية التحتية قد ذهبت لتملأ جيوب البعض بدل أن تصلح الأنابيب والصرف الصحي.
تخيلوا، لو زارنا إعصار فلوريدا؟
حينها سنحتاج إلى زوارق، وربما غواصات، للتنقل بين أحياء مكناس.
في ظل غياب خطط الإنقاذ، سنرى الساكنة تتسلق أعمدة الكهرباء لتفادي الغرق بينما المسؤولون يشاهدون المشهد من مكاتبهم الجافة.
الأمطار الأخيرة كانت مجرد تحذير بسيط.
لكنها كانت كافية لتكشف أن شبكات الصرف الصحي “الحديثة” ما هي إلا ديكور هش، وأن الفساد المستشري قد ضرب بجذوره في أعماق المدينة.
الأمطار تهطل على الجميع، لكن الفاسدين يبدون وكأنهم يحملون مظلات من المال العام “لخبار فراسك”.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.