مجلس الأمن يحتاج لآلية تصويت جديدة.. خيار “الجزائر غاضبة”
في واحدة من الجلسات الدولية الساخنة التي عقدها مجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية، كانت هناك ظاهرة فريدة من نوعها، حيث تميزت دولة واحدة بابتكار أسلوب تصويت جديد، ربما يجب على المجلس اعتباره “التطور القادم”.. خيار “الجزائر غاضبة” بدل “نعم” أو “لا”.
القرار المقدم، الداعم لمصالح المغرب، حصل على أصوات 12 دولة بالموافقة، بينما امتنعت دولتان عن التصويت، ولم يعترض أحد.
غير أن الجزائر رفضت الانضمام لأي من هذه الفئات، على ما يبدو، قررت الجزائر ابتكار صيغة تصويت جديدة تعبر بها عن عدم الرضا بطريقة مميزة، دون أن تتورط في اتخاذ موقف واضح.
مندوب الجزائر، الذي امتنع عن التصويت بنعم أو لا، لم يرفع يده مع الممتنعين كذلك، بل اكتفى بتعبير خاص يجمع بين الرفض والصمت والسخرية المكتومة، ليصبح بذلك أول مندوب يعتمد أسلوب “الغضب الصامت” في مجلس الأمن.
المشهد يدعو للسخرية
الجزائر التي رفضت كل المقترحات المطروحة، وجدت نفسها أمام طريق مسدود.
في عالم حيث “نعم” و”لا” و”امتناع” هي الخيارات الوحيدة، ربما يكون خيار “الجزائر غاضبة” هو الأنسب للتعبير عن مشاعرها في اللحظة الحرجة.
في هذا السياق، نطالب مجلس الأمن بضرورة اعتماد زر “الجزائر غاضبة” ضمن خيارات التصويت المستقبلية، بحيث يمكن للدول التعبير عن امتعاضها بأسلوب رسمي لا يخرق البروتوكول، ولكن يضيف لمسة من التنوع الطريف.
إضافة هذا الخيار، الذي يبدو أقرب إلى أزرار التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي، سيجعل من اجتماعات مجلس الأمن مسرحا أكثر إثارة؛ حيث يستطيع الحاضرون التعبير عن مشاعرهم دون الحاجة للالتزام بآراء صريحة.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.