مكناس.. تجوال يكشف المستور ويزيل المساحيق

683٬702

إذا كنت تبحث عن إثارة حقيقية، فلا حاجة لمتابعة الأفلام أو المسلسلات؛ فقط قم بجولة بسيطة في شوارع مكناس.

هنا، تتعرى الوجوه عن مساحيق التجميل، ليس بفعل الشمس أو المطر، بل بفضل الحقائق الصادمة التي تنطق بها الطرقات المهترئة، والحدائق المهملة، والبنى التحتية المتآكلة.

قد تظن أن المسؤولين والمنتخبين يجلسون في مكاتبهم يخططون لمستقبل مشرق، لكن الحقيقة أنك قد تحتاج إلى خريطة لمجرد تجاوز الحفر أو تجنب السيول العشوائية.

وما إن تتجول قليلا، حتى تتسرب إليك أسئلة كثيرة.. أين ذهبت تلك البرامج الانتخابية الذهبية؟ أين وعود التغيير والتطوير؟ ربما اختفت أو تلاشت مع أول كوب شاي على طاولة اجتماعاتهم.

في مكناس، يبدو أن الفن الوحيد الذي يتقنه بعض المسؤولين هو فن “التبرير”.

فالاختناقات المرورية ليست بسبب سوء التخطيط، بل بسبب “كثافة السكان”.

والأرصفة التي تحولت إلى مصائد، ليست إلا “ضريبة التطور”.

وحتى الإنارة التي تضيء السماء بدلا من الأرض، تعزى إلى “حداثة المصابيح”.

إن كان للمدينة لسان ينطق، لصرخت.. “أنا مدينة تحت الصيانة الأبدية” ولكن حتى ذلك اللسان، قد يحتاج إلى ترخيص من المسؤولين أنفسهم.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد