إنجاز تاريخي.. مكناس تضيء مصباحا

في خطوة قد تدرس في كتب الإنجازات المحلية، تمكنت جماعة مكناس أخيرا من تغيير مصباح معطوب في أحد شوارع المدينة.

لا تتفاجأوا، نحن نتحدث عن مصباح إنارة، ليس مشروعا لإنارة مدينة بأكملها ولا عن بناء محطة طاقة شمسية.

الجماعة، التي يبدو أنها ترى في كل خطوة صغيرة قفزة عملاقة، لم تفوت الفرصة لتحتفل بهذا الإنجاز العظيم بإصدار رسمي (الناطق الرسمي)  يفصل كل ما حدث في هذا العمل “الاستثنائي”.

تخيلوا كمكناسيين أن مجرد إضاءة شارع أصبح حلما جماعيا، يتطلب منا دعوات، صلوات، وربما حتى تنظيم حفلات استقبال.

لقد صار نجاح المكتب الجماعي في إضاءة الشارع سببا وجيها لأن يفكر في الترشح لولاية ثانية، فالمواطن المكناسي البسيط مستعد للاحتفال بأي شيء يبدد عتمة لياليه الطويلة.

أما الجماعة، فقد تبنت شعار.. “خطوة صغيرة لنا.. لكن بيان طويل للساكنة المكناسية.

وفي ظل هذه الإنجازات العظيمة، ربما علينا أن ننتظر عشر سنوات أخرى ليتم إصلاح عمود كهرباء، أو نرى شارعا يزهر بالأضواء كما تزهر أحلامنا المكسورة.

بين الظلام الذي يلف شوارع مكناس و“الضوء” الذي ينبعث من تصريحات الجماعة، يبدو أن الحلم بالنور ليس مجرد شعار شعبي، بل معركة يومية تنتظر “منتخبا” شجاعا ليعيد لنا حقنا البسيط في الإنارة، وأملنا الضائع في التغيير.
تبورضو مع راسكم، هادي زريبتكم..

عمار الوافي