مهرجان الدراما.. تصفيق للفن، وصمت لمعاناة ساكنة مكناس

742٬910

في مدينة العجائب والغرائب، حيث الأرصفة تتعثر قبل أن يتعثر المارة، والشباب ينتظرون فرصة عمل كما ينتظرون القطار الذي لا يصل، طلع علينا مؤخرا بـ”مهرجان مكناس للدراما التلفزية”.

لا تفرح كثيرا، فـ”الدراما” هنا لم تكن على الشاشات فقط، بل امتدت لتشمل الواقع نفسه.

ماذا استفادت المدينة؟ سؤال بريء، لكنه للأسف يحمل من السذاجة ما لا تحمله طاولات المكاتب المكيفة حيث يقرر مصير المدينة.

لا منافع اقتصادية، لا حركية سياحية تذكر، ولا حتى صورة إعلامية مشرقة.

أما المال العام، فقد قرر أن يخوض تجربة درامية هو الآخر، فـ”أهدر” ببراعة لا يحسد عليها إلا في قصص الخيال.

مكناس، المدينة التاريخية التي تعاني من البطالة وتآكل البنية التحتية، لا تحتاج إلى مهرجان فني بقدر ما تحتاج إلى مهرجان تشغيل، مهرجان ترميم الأرصفة، مهرجان محاربة الظلام في الأحياء المهمشة.

نريد مهرجانا للإنارة العمومية قبل أن ننار بدراما التلفاز.

نريد مهرجانا للكرامة لا للتصفيق.

ففي الوقت الذي يستدعى فيه فنانون ليتنقلوا بين الفنادق المصنفة، ينتقل المواطن البسيط بين مراكز البطالة ومستنقعات الإهمال.

يا سادة، لا بأس من الفن، لكن اجعلوه مرآة للواقع، لا غطاء له.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد