رئيس الجماعة في المسبح.. و”مكناس تغرق” خارج الحوض

997٬669

اختار رئيس جماعة مكناس أن ينزل شخصيا إلى المسبح البلدي لتنظيفه، وكأن مشاكل المدينة قد اختزلت فجأة في بعض الطحالب العالقة على جدران الحوض.

الكاميرات كانت حاضرة، والمشهد جاهز للاستعراض.. “لحفى وتݣفاض”، خرطوم ماء، وابتسامة راضية وكأن
المدينة بخير.

الرسالة كانت واضحة.. “أنظروا إلي، أنا أعمل”، “شوفوني” لكن خلف هذه الصورة المسرحية، تغرق المدينة في فوضى يومية.

إنارة عمومية غائبة منذ سنوات، نقل حضري أقرب إلى أساطير الماضي، وأحياء تئن تحت وطأة النفايات والروائح الكريهة.

تنظيف مسبح لن يغسل فشل سنوات من التسيير المرتبك.

ربما ظن الرئيس أن نزوله إلى الماء سيطفئ غضب الشارع، أو يغسل وعودا انتخابية نقشت بالطباشير على لوح من غبار.

لكن الواقع لا يرحم.. مكناس لم تعد فقط في حاجة لمنظف مسابح، بل لمنقذ من الغرق الشامل في التهميش وسوء التدبير.

ففي وقت يفترض فيه أن تسهر الجماعة على تأهيل البنية التحتية، وتحسين خدمات النقل والنظافة، تجدها تغازل عدسات الكاميرا بمشاهد هزلية لا تنفع المواطن بشيء سوى المزيد من الإحباط.

المتابعون علقوا ساخرين.. “باقي خاصو يصبن فالدوش ويعلق ستائر على الشرفات”، في حين اعتبر آخرون أن هذه الحملة “المسبحية” لا تمحو الفشل الجماعي في تسيير جماعة بحجم مدينة،

فالإنارة منعدمة، والنقل العمومي غائب، والطرقات تكاد تصرخ طلبًا للصيانة، بينما الرئيس منشغل بسحر “الكرطة”.

أما نوابه ومستشاروه، فقد غابوا عن المشهد كأن الأمر لا يعنيهم، أو لعلهم كانوا ينتظرون دورهم لحمل الإسفنج.

وهكذا، تحول مشهد تنظيف المسبح إلى مرآة ساخرة تعكس هشاشة التسيير، وتظهر كيف أن بعض المسؤولين يفضلون استعراض العضلات على معالجة الأزمات.

وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فربما نراه قريبا ينزل إلى حفرة صرف صحي لأخذ “صورة الموسم”.

عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد