مكناس.. مدينة تضاء بالعلاقات لا بالمصابيح

867٬218

هل تعلم أن في مدينة مكناس، النور لا يضيء إلا لمن صوت، ومن لا صوت له فليبق في الظلام.

فضيحة الإنارة العمومية التي صارت حديث الأحياء لا تزال مستمرة، بعدما تحولت المصابيح إلى هدايا انتخابية توزع حسب خريطة النفوذ.

تحولت بعض الأحياء إلى “شانزيليزيه” صغيرة، بينما أحياء تقبع في ظلام دامس، إلا من مصباح يتيم يكافح الانطفاء.

أمام هذا الواقع “المضيء بالزبونية”، لم يجد المواطن المكناسي بدّا من التحول إلى مقاول إنارة ذاتي، يشتري المصباح، يثبّته، ويضيء محيطه وكأن الإنارة العمومية ترف لا حق.

وهكذا، أصبحت المدينة تعيش عصر “الضوء الشخصي”، في انتظار مصباح جماعي يأتي وربما لا يأتي.

أما مجلس المدينة، فيبدو أنه اختلط عليه مفهوم الخدمة العمومية، فصار فاشلا بنجاح باهر في كل القطاعات.. لا نظافة، لا نقل، لا إنارة، ولا حتى جمع للكلاب الضالة التي أصبحت بدورها تبحث عن مصباح تهتدي به في أزقة الظلام.

أمام هذا العجز الجماعي الممنهج، يتساءل المواطن المكناسي بكل مرارة.. ما فائدة مجلس لا ينير، لا ينقل، لا ينظف، ولا يرخص حتى بالكرامة؟ هل ننتظر منه أن ينبت لنا الحدائق؟

ربما لكن في الظلام طبعا.

عمار الوافي
مواطن من مكناس
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد