قطاع النظافة بمكناس.. إبداع في فن الفوضى المدبرة أم تحفة التسيير العبقري !؟

739٬529

تعيش مدينة مكناس، تلك الجوهرة التي كانت في يوم ما تزهو بنظافتها، تعيش اليوم على وقع أزمة بيئية شديدة الابتكار.

فقد قررت النفايات أن تتمرد على الحاويات، وتحتل الشوارع والأزقة بشكل يبعث على الإعجاب، خاصة عندما تتسلل الروائح العطرة في الأجواء مع كل موجة حرارة.

إنه فن من نوع آخر، فن الفوضى المدبرة بإحكام.

وعلى ما يبدو، فإن الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة في المدينة اختارت أن تكون مبتكرة هي الأخرى.

فمن يظن أن توفير عدد كاف من الحاويات وتفريغها بانتظام هو الحل، فهو بالتأكيد لا يفهم في فلسفة “الإدارة الحداثية”.

ما يحدث في مكناس هو تجربة فريدة تتيح للساكنة أن تتعامل مع الواقع مباشرة، فمن يحتاج لعمال النظافة إذا كان بالإمكان استخدام “المشردين” كفريق مؤقت لفرز النفايات.

أما عن الحاويات؟ فعددها القليل هو بمثابة تحدٍ للساكنة، فهي ليست مجرد أوعية للأزبال، بل اختبارات للصبر والتحمل.

وإذا وجدت نفسك تمر بجانب حاوية غير ممتلئة حتى الحافة، فأنت بلا شك محظوظ وتعيش لحظة نادرة تستحق التوثيق.

وفي محاولة من الساكنة للمشاركة في هذا العرض العبقري، ناشدوا الجهات المعنية بالتدخل، ربما ليكتشفوا أن الأمر كله جزء من “خطة عظيمة” لم يعلن عنها بعد.

لكن حتى ذلك الحين، ستستمر النفايات في أداء دورها البطولي، وسيتعين علينا جميعا أن نكون جزءا من هذه التجربة الجماعية الرائعة التي تعيد تعريف النظافة العامة.

ملاحظة لها علاقة بما سبق.. مدينة مكناس، حيث الفوضى تلتقي بالإبداع والتسيير يصبح فنا حقيقيا.

– ماهي الإجراءات المتخدة في حق المخالفات.

– العلاقة بين الجماعة والشركة؟

– هل هناك تواطئ؟

– أين هي السلطة؟

 

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد