مكناس بين الحلم والواقع.. إدارة جديدة بلسان قديم
في الوقت الذي تستمر فيه مدينة مكناس بتقديم أوراق اعتمادها كمهد للحضارة والتاريخ، تبدو جماعة المدينة وكأنها عالقة في حوار داخلي لا ينتهي، حيث يُعاب عليها شيء بسيط ولكنه عميق الأثر.. لغة التواصل.
تلك اللغة التي تفتقد إلى أدنى درجات الفهم المتبادل، وكأنها تكتب بحبر سريٍّ لا يقرأ إلا تحت ضوء القمر في ليال معينة من السنة.
الساكنة، من جهتها، تترقب بفارغ الصبر أداء الإدارة “الجديدة القديمة”.
قد يبدو هذا الوصف غريبا، لكنه يعكس حقيقة الأمر.
وجوه جديدة بسياسدات قديمة، أو ربما العكس، وجوه قديمة بسياسات جديدة – الأمر يختلف حسب منطق الحسابات الانتخابية.
ولكن، هل حقا تنمية مكناس هي فوق الكل؟
أم أن الأولوية تعطى للجدل العقيم والتصريحات الرنانة التي تشبه تلك الوعود التي يتبادلها الأطفال في فناء المدرسة؟ الواقع يقول إن الساكنة تطالب بما هو أبسط.. شوارع بلا حفر، إنارة لا تخون في الليل، وحدائق لا تتحول إلى صحارى صغيرة.
ولكن، فلنكن منصفين، قد تكون الإدارة مشغولة بأمور أخرى أكثر تعقيدا، مثل تحديد مَن يلتقط صورة أفضل في الاجتماعات أو مَن يتحدث ببلاغة أكثر أمام الكاميرات.
أما لغة التواصل؟ فتظل أشبه بمقطوعة موسيقية غامضة، لا يفهمها أحد سوى من ألفها.
الساخر في كل هذا، أن كل الأطراف تؤمن أنها على حق، وأن التنمية قادمة لا محالة..
ولكن ربما في المستقبل البعيد، حيث يكون سكان مكناس قد اعتادوا على حياة الانتظار الطويل ونسوا أصل المشكلة.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.