70 مليار ضائعة.. هل في مكناس يدار العجز أم تدار المصالح؟
بينما يعيش المواطن المكناسي يومياته مع ميزانية بالكاد تغطي نفقات الضروريات، تطل علينا أرقام مذهلة كأنها خرجت من فيلم خيال علمي.
70 مليار سنتيم مستحقة لجماعة مكناس، لكنها ضائعة في متاهات “الاستخلاص العاجز” أو ربما “الاستخلاص المتواطئ”.
الرقم يفوق ميزانية الجماعة السنوية، ومع ذلك، يبدو أن تحصيله ليس على جدول الأعمال.
قد يسأل السائل البسيط، هل تعاني جماعة مكناس من نقص في الكفاءات القادرة على استرجاع هذه الأموال؟ أم أن المسألة أعمق وأدق، مرتبطة بشبكة مصالح تجعل من “عدم التحصيل” قرارا ذا منفعة مشتركة؟ فحين يصبح المبلغ بحجم ميزانية سنوية كاملة، يتساءل المواطن العادي عن السبب الذي يجعل المسؤولين يتفرجون عليه وهو يُفلت كالرمل من بين أيديهم.
هل المشكلة في القانون؟ ربما.
هل السبب في “التماسيح والعفاريت” المحلية التي تعرف كيف تستفيد من ثغراته؟ ربما أيضا.
لكن ما ليس “ربما” هو أن هذه الأموال، التي توازي أحلام سكان مكناس في بنية تحتية لائقة وخدمات اجتماعية أفضل، معلقة بين عجز المسؤولين وصمتهم المريب.
المثير للضحك (أو للبكاء)، أن مسؤولي الجماعة يبدون وكأنهم يشاهدون مسرحية هزلية من الصف الأمامي، مكتفين بالتصفيق حين يأتي موعد تسديد الفواتير، لكن لا تصفيق ولا حركة حين يتعلق الأمر باسترجاع الحقوق المالية للجماعة.
فهل نحن أمام “فن جديد” في الإدارة، حيث يتحول الفشل إلى استراتيجية، أو ربما، إلى فرصة؟ من يدري؟ في مكناس، يبدو أن كل شيء ممكن، إلا استرجاع 70 مليار سنتيم.
عمار الوافي – مواطن من مكناس
التعليقات مغلقة.