مكناس بين “نقل الأحياء” و”نقل الأموات”.. هل ننتظر صفقة جديدة؟

654٬298

يبدو أن جماعة مكناس لا تزال تتأرجح بين الحيرة والعجز، وكأن توفير أسطول لنقل الأموات أصبح معضلة تضاهي إطلاق مشروع فضائي.

السؤال الذي يطرح نفسه.. هل فعلا عجزت الجماعة عن توفير سيارات الإسعاف الخاصة بنقل الموتى، أم أنها تدرس إدخال هذه الخدمة ضمن “صفقة التدبير المفوض”، كما جرت العادة في معالجة الأمور التي يصعب عليها إدارتها؟

المدينة التي اشتهرت بمآثرها التاريخية وتاريخها العريق، أصبحت اليوم تواجه مشاكل يومية قد تبدو بسيطة لكنها تحمل في طياتها الكثير من الإحراج.

فقد يتساءل المواطن البسيط.. هل من المعقول أن تظل جماعة بحجم مكناس عاجزة عن توفير بضع سيارات لنقل الموتى؟ أم أن الأولويات تغيرت، وعلينا انتظار مستثمر أجنبي لتدبير خدمات “الحياة الأخرى”؟

ربما يجب على المواطنين أنفسهم التفكير في حلول بديلة.

الواقع يقول إن الخدمات الجماعية في مكناس باتت محكومة بمبدأ “التدبير المفوض”، وكأن الجماعة قررت التقاعد المبكر وتفويض جميع مهامها إلى القطاع الخاص.

فلا نستغرب إذن إذا وجدنا مستقبلا لوحات إعلانية تروج لشركات تتنافس على تقديم “تجربة نقل مريحة” للراحلين، مع باقات تشمل الموسيقى الهادئة والورود المجانية.

في النهاية، يبدو أن جماعة مكناس بحاجة إلى التفكير بشكل أكثر جدية في التحديات اليومية للمواطنين، أحياء كانوا أم أموات.

وحتى ذلك الحين، لا يسعنا إلا انتظار صفقة أخرى تنقلنا من هذا الواقع إلى عالم جديد.. ولو كان عبر “نقل الأموات”.

عمار الوافي – مواطن من مكناس

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد