كلاب مكناس.. أسياد الشوارع ومصدر السعار
بينما تحاول مدينة مكناس أن تستعيد وهجها التاريخي كعاصمة عريقة، يبدو أن الكلاب الضالة قررت أن تسرق الأضواء وتعيد كتابة التاريخ على طريقتها الخاصة.
فمن كان يتوقع أن تتحول الشوارع إلى “منتجع سياحي” لهذه الكائنات التي لا تعترف بالحدود ولا بالقوانين؟ المشهد أصبح أشبه بفيلم كوميدي.. كلاب تستعرض قوتها في الأزقة، أخرى تناقش أمور الحياة عند الحاويات، وثالثة تتأمل في “القضايا الفلسفية” عند مداخل المدارس.
بل إن البعض يزعم أن لديها “لجنة تنسيق” لتحديد مواقع السيطرة الجديدة.
لا يخلو الأمر من التراجيديا، حيث يعيش المواطنون في حالة استنفار دائم، متسائلين.. هل عضات الكلاب ستكون “رسائل انتخابية” لإيقاظ الجهات المختصة؟ أم أن علينا أن نحضر بأنفسنا “تطعيمات السعار” و“أدوات الدفاع” في الأسواق الشعبية؟ الساكنة بدورها اضطرت إلى لعب دور “المذكر الرسمي” للسلطات، مطالبة إياها بأداء واجبها في حفظ الصحة العامة.
ولكن يبدو أن الكلاب نفسها قررت أن تتبنى شعار “التنمية الذاتية”، فتحتل الشوارع بكل ثقة، متحدية الجميع.
ربما حان الوقت لتفكر المدينة في حلول مبتكرة، مثل عقد “مفاوضات سلام” مع زعماء الكلاب، أو حتى منحها “بطاقات إقامة شرعية”.
ففي النهاية، لا يمكن إنكار أن الكلاب أصبحت جزءا من النسيج الاجتماعي، ولكن “السعار” يبقى خطا أحمر.
في انتظار تدخل جدي وفعال، يبدو أن الكلاب ستظل نجمة المشهد المكناسي، بينما يستمر المواطن في رحلته اليومية بين الضحك والخوف، على أمل أن تصحو المدينة يوما ما على شوارع أكثر أمنا وأقل “نباحا”.
عمار الوافي – مواطن من مكناس
التعليقات مغلقة.