الحكومة تهنئ نفسها بنفسها التصفيق الذاتي في أبهى تجلياته

652٬956

في مشهد سياسي أقل ما يقال عنه إنه فريد من نوعه، اجتمع زعماء أحزاب الأغلبية بصفتهم وزراء في الحكومة، ليشيدوا – بكل حياد وتجرد – بإنجازات الحكومة التي يديرونها.

لم يتركوا مجالا للصدفة أو لاحتمالات أن يتأخر المواطنون في التعبير عن امتنانهم، فقرروا توفير الجهد علينا، وقاموا بالمهمة بأنفسهم تحت شعار: “التصفيق الذاتي أولى من انتظار التصفيق من الآخرين”.

بكثير من الفخر، وكأنهم يكتشفون إنجازاتهم لأول مرة، راح الوزراء يهنئون بعضهم البعض، يتبادلون عبارات الإعجاب المتبادل، ويصفقون بحرارة كما لو أن اقتصاد البلاد انتقل إلى مصاف الدول المتقدمة بين ليلة وضحاها.

لا حاجة لرأي الشعب، ولا لتحليلات الخبراء، فالنتائج واضحة وضوح الشمس في تقاريرهم الرسمية على الأقل.

إنجازات على الورق وتصفيق حار على الواقع.

في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن حلولا ملموسة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية، اكتشفنا أن الحكومة طورت استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات.. “اجتمع، صفق، هنئ نفسك، ثم أصدر بيان نجاحك”.

أداء حكومي متكامل ومبهر، ليس في تقديم الحلول، بل في التقاط الصور التذكارية، كتابة البيانات المثالية، وتوزيع عبارات التقدير بين أفراد الفريق الحكومي وكأنهم يوزعون جوائز الأوسكار.

ليبقى السؤال معلقا.. هل التصفيق الذاتي يمكن أن يشبع الجائع؟ هل التهاني الرسمية قادرة على خفض الأسعار أو توفير فرص العمل؟ يبدو أن الحكومة وجدت الإجابة المناسبة.. “لا يهم، ما دام بإمكاننا تهنئة أنفسنا والاستمتاع بنجاحاتنا الخاصة”.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد