مكناس تتحرك.. ولكن ليس من أجلك أيها المواطن

يبدو أن جماعة مكناس قد اكتشفت أخيرا سر الحركة والنشاط، ولكن للأسف، أعتقد والله أعلم، ليس من أجل تحسين أوضاع الساكنة أو الاستجابة لحاجياتها اليومية، بل فقط لأن المعرض الدولي للفلاحة يطرق الأبواب.
أيها المواطن المكناسي، لا تفرح كثيرا إن رأيت فجأة شوارعك ترقع، وأرصفة تجدد، ومصابيحا تضيء أماكن كانت مظلمة منذ العصر الحجري.
فالأمر لا علاقة له بك، بل بالضيوف القادمين للمعرض، فلابد أن تبدو المدينة في أبهى حللها، ولو لأيام معدودة.
وكأن المدينة كانت في “سبات عميق”، قبل أن يأتي المعرض بمنبهه الفلاحي ليوقظ المسؤولين ويذكرهم بأن هناك شوارع تحتاج إلى ترقيع، وحدائق تطلب العناية، ومرافق عمومية تحتاج إلى لمسات تجميلية..
المفارقة الساخرة هنا أن المواطن المكناسي قد يجد نفسه ممتنًا للمعرض، لأنه بفضله – ولو بشكل غير مباشر – حصل على بعض الإصلاحات، ولو كانت سطحية ومؤقتة.
فهل تحتاج مكناس إلى معرض سنوي لكل قطاع حتى تتحرك عجلة التنمية؟ أم أن هناك وصفة سحرية أخرى لإيقاظ المجلس من سباته خارج أجندة التظاهرات الكبرى؟
حتى ذلك الحين، لا يسعنا إلا أن نقول.. شكرا للمعرض الفلاحي، فقد جعلكم تتحركون.
-يتبع-
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.