الفلاحة والمخطط الأخضر والجيل الأخضر.. إلى أين نحن ماضون؟

792٬572

عندما انطلقت ثورة “المخطط الأخضر”، قيل لنا إن المغرب سيدخل عصر الفلاحة الحديثة، وسنصبح قوة زراعية تنافس الكبار.

تفاءل المواطن المغربي المسكين، ظن أن الأسعار ستنخفض، والمنتجات ستفيض، وربما سيأكل يوما برتقالة دون أن يفكر في عدد الدراهم التي ستتبقى في جيبه بعد ذلك.

لكن، وبعد أكثر من عقد من الزمن، وجدنا أنفسنا أمام نتائج أقل ما يقال عنها إنها كارثية.. الأسعار تحلق إلى مستويات لم تصلها حتى الطيور المهاجرة، والفلاح الصغير أصبح نادر الوجود كالديناصورات، أما الأراضي، فقد تحولت إلى مزارع ضخمة لصالح “المستثمرين الكبار”، الذين لا يرون في الطماطم سوى أرقاما للتصدير، ولا يبالون إن كان المغربي يستطيع شراءها أم لا.

ثم جاء “الجيل الأخضر”، وبشرونا بأنه سيكمل “إنجازات” المخطط الأخضر، وكأن الفشل أصبح إنجازا يستحق الاستمرار.

النتيجة؟

مياه السدود تستنزف لري الأفوكادو والفراولة الموجهة للأسواق الأوروبية، في حين أن المواطن المغربي ينظر إلى الفواتير المرتفعة للماء بشعور يشبه الشعور عند تلقي خبر مفجع.

والسؤال هنا.. هل نحن ماضون نحو تحقيق الأمن الغذائي؟ أم أننا نسير بخطى ثابتة نحو الاستيراد الكامل لكل شيء، من القمح إلى البصل؟ لا عجب أن أصبح المواطن يواجه أزمة في كل شيء.. الخبز، البطاطس، الزيت، والطماطم التي باتت سلعة فاخرة تباع في الأسواق وكأنها الذهب الأحمر.

كل هذا يحدث في بلد يقولون إنه فلاحي، بلد يخصص ميزانيات ضخمة لمخططات تلد الأوهام بدل الحلول.

وفي النهاية، الفلاح الصغير يهاجر إلى المدينة بحثا عن عمل، والمواطن يكتفي بالتحديق في الأسواق بحسرة، بينما تصدر خيراته إلى موائد الآخرين.

الجيل الأخضر؟ المخطط الأخضر؟ ربما نحتاج إلى “المخطط الشفاف” حتى نرى الحقيقة كما هي.. سياسات زراعية لا تخدم سوى الكبار، أما المواطن البسيط، فليستعد لمزيد من الغلاء، وليتعلم كيف يعيش على الذكريات، لأنه قريبا لن يجد ما يأكله.

-يتبع-
عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد