مكناس تنازع والمدينة تصرخ.. “وا عباد الله، اشنو واقع”

743٬138

في مشهد أقرب إلى فيلم من أفلام نهاية العالم (ولكن بميزانية صفر درهم)، تستيقظ مدينة مكناس على عرض غير مسبوق..

وإذا كنت من عشاق المغامرات، وتجد في الفوضى نوعا من الإثارة، فما عليك إلا أن تحجز تذكرتك إلى مدينة مكناس، حيث تعيش تجربة استثنائية.

مدينة قررت أن تعيش بلا إشارات مرور، وبلا إنارة، بلا نظافة، بلا خدمات، وربما قريبا بلا أعصاب أيضا.

جل إشارات المرور قررت الدخول في عطلة غير معلنة، النفايات تحولت إلى معالم سياحية جديدة، والإنارة العمومية فضلت الانضمام إلى جوقة الغائبين؛ ربما تضامنا مع الراحة الجماعية لمرافق المدينة.

شوارع تعيش على إيقاع “لي سبق ياكل”، سيارات تتقاطع في ملتقيات الطرق كما لو أنها في برنامج للمواهب، كل سائق يعزف منبهه كأنه يعبر عن أزمة وجودية.

أما المارة، فهم يمارسون رياضة القفز على الأكياس (النفايات) والبحث عن الأرصفة المفقودة.

الظلام؟ لا تسأل عنه.

المدينة تغرق في عتمة تذكرنا بدرس في الفلك، حيث ترى النجوم أكثر مما ترى أعمدة الإنارة.

حتى القمر قرر تغيير مساره خوفا من أن يحمل مسؤولية الإضاءة.

أما عن المسؤول عن هذه الفوضى؟ لا أحد يعرف.

ربما هو “شبح تدبير الشأن المحلي”، أو “كائن غير مرئي في قاعة الاجتماعات او القرارات”.

المهم، لا أحد يظهر، ولا أحد يحاسب، والكل يتحدث عن “الاختصاصات”، وكأن المدينة عبارة عن تمرين في القانون الدستوري.

ومع كل هذا، لا يسعنا إلا أن نتساءل..
ألم يحن الوقت لإعلان مكناس مدينة منكوبة؟
أم ننتظر أن تختفي المدينة تماما ثم نعلق لافتة.. “هنا كانت مكناس، نأسف على الإزعاج”؟

عمار الوافي
مواطن مكناسي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد