مكناس على حافة الضياع.. مجلس جماعة أم حلبة عبث سياسي؟
في صباح مكناسي أقل ما يمكن وصفه بأنه ” كوميديا سوداء “، اجتمع مجلس جماعة مكناس لمناقشة قضايا المدينة، لكن سرعان ما انحرف النقاش نحو عرض جديد من عروض العبث السياسي.
الميزانية؟ هذا التفصيل المزعج كان منسيا في زحمة الصراخ وتبادل الاتهامات.
أرقام تحتاج إلى تداول ونقاش عميق انتهى بها المطاف في قاع الأولويات.
المشهد داخل القاعة أشبه بملعب بلا جمهور، حيث تغيب أغلب المستشارين، تاركين القلة المتبقية تصرخ في فضاء غير مستعد للإصغاء.
مستشارو (الاتحاد الاشتراكي وفيدرالية اليسار الديمقراطي والاشتراكي الموحد) حاولوا، بصراخهم، إيقاظ الضمائر الغائبة، لكن صوتهم لم يكن مسموعا وسط ضجيج اللامبالاة.
وكأن كل هذا لم يكن كافيا، قرر ممثل مندوبية التخطيط أن يقدم عرضا حول الإحصاء في أسوأ مكان يمكن تخيله.
دورة مجلس الجماعة هذه لم تكن سوى نسخة مصغرة من المشهد المكناسي العام.
مدينة ضاعت بين أيدي من يفترض أن يخدموها.
الجميع مسؤول.. من يتآمر، ومن يغيب، ومن يصمت.
النتيجة؟ مدينة تائهة، بلا خطة، بلا رؤية، وبلا بوصلة.
بين صراع الكراسي، غياب الحوار، يبدو أن مكناس ليست بحاجة إلى مجلس جماعة، بل إلى فرقة إنقاذ تنتشلها من بحر العبث الذي أغرقها فيه مسؤولوها.
فهل هناك أمل؟ أم أن التيه هو قدرها الأبدي؟
عمار الوافي – مواطن من مكناس
التعليقات مغلقة.