وجه عروس – الزرهونية.. حيث الليل سيد الموقف، والظلام شريك استراتيجي للجريمة

654٬112

في قلب “وجه عروس – الزرهونية”، حيث يفترض أن تتألق الشوارع بنورها وتنعم الأحياء بنظافتها، يجد الزائر نفسه وسط مشهد أشبه بلوحة سريالية تمزج بين كوابيس أفلام الرعب و”فن” الإهمال الحضري.

الإنارة العمومية؟ اختفت كأنها سراب، أما الأزبال، فحاضرة بقوة، تبسط نفوذها في كل زاوية، ناشرة روائحها العطرة التي لا تقل عن أفخم العطور الفرنسية، لكن بإحساس أكثر واقعية.

مع غروب الشمس، يتحول الحي إلى مدينة أشباح.. لا موسيقى تصويرية، فقط صوت الريح يعبث بالأكياس البلاستيكية، وهمسات سكان يسرعون الخطى بحثا عن الأمان.

الخروج ليلا هنا أشبه بلعبة “الروليت الروسية”، حيث لا تعرف إن كنت ستصل إلى وجهتك أم ستصبح ضحية جديدة في قائمة “تبرعات الاقتصاد غير الرسمي” التي يشرف عليها محترفو “الݣريساج”.

هؤلاء لا يهمهم إن كنت غنيا أم فقيرا، طالما أنك تحمل شيئا ذا قيمة، فأنت مرشح مثالي للمساهمة في “التنمية غير المعلنة”.

أما الإنارة؟ فلا داعي للقلق، فالمصابيح العمومية قد تقاعدت منذ زمن، تاركة المجال لحلول إبداعية؛ الهواتف المحمولة تحولت إلى المصدر الرسمي للضوء، حيث يسير السكان وهم يرفعون أجهزتهم، ليس لتصوير لحظات رومانسية، بل لتفادي الحفر، الكلاب الضالة، أو حتى بعض “الأشباح البشرية” التي تترصد في الزوايا المظلمة.

قد لا تكون “وجه عروس – الزرهونية” أجمل منطقة في مكناس، لكنها بالتأكيد تجربة فريدة من نوعها، حيث يجتمع الغموض، الإثارة، وروح المغامرة في مشهد واحد، مجاني بالكامل، ومفتوح 24/7 لكل من يجرؤ على التحدي.

-يتبع-

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد