حرب الأحجار الأهلية.. معركة الثانوية الكبرى

يوم حزين جديد في المدينة، لكن لا بأس، فقد تعودنا على الحزن كما تعودنا على غياب الإنارة العمومية وكثرة الحفر في الطرقات.
هذه المرة، المأساة ليست بسبب حفرة في الطريق، بل بسبب حفرة في العقول.
تخيل أن تبعث بابنك ليمارس هوايته، رياضة ربما، في ملعب بعيد عن الحي الذي يسكنه، لأن “الحضارة” قررت أن ملاعب الأحياء رفاهية زائدة عن اللزوم.
وبينما كان الصغير يعود من الملعب، لم يكن يعلم أنه سيتحول إلى ضحية حرب أهلية طاحنة بين طرفين متناحرين.
الأسباب؟
لا تهم.. ربما نظرة خاطئة، أو “بلية” ضائعة، أو حتى شطيرة سرقت من يد صاحبها الجائع.
النتيجة؟
حجر طائش ينهي حياة يافع لا علاقة له لا بالحرب ولا بالمتناحرين، مجرد مار عابر، كان ذنبه الوحيد أنه اختار الوقت والمكان الخطأ.
ولأن العادة جرت أن لا أحد يسأل لماذا، فلا بأس أن نعيد طرح السؤال الذي لن يلقى جوابا.. لماذا يتقاتل المهمشون؟
أبناء الأحياء الفقيرة والمناطق المهمشة، الذين جمعتهم الثانوية نفسها، وجمعتهم الظروف القاسية، وجمعتهم الطاولات ذات الأرجل المكسورة والسبورات التي تشكو قلة الطبشور، لماذا يتحولون إلى أعداء؟ أهو نقص التأطير؟ أم أن الفقر، الذي فشل في توفير أحذية جيدة لأقدامهم، نجح في زرع الكراهية في عقولهم؟
ملاحظة لها علاقة بما سبق.. الجميع معني، الجميع مسؤول، لكن للأسف، لا أحد سيتحرك، حتى وقوع الضحية القادمة.
وحتى ذلك الحين، لا تنسوا الخوذات، فالحجارة تتطاير بلا إنذار.
-يتبع-
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.